تفسير الجزء الثلاثون سورة الفجر

قال تعالى 🙁 والفجر ) هو الصبح وقيل : المراد به فجر يوم النحر وقيل : الصلاة التى تُفعل عنده ( وليال عشر ) قال بن عباس : عشر ذى الحجة وقيل : العشر الأوائل من المحرم ؛ وقيل : العشر الأول من رمضان والصحيح الأول ( والشفع والوتر ) الوتر قيل يوم عرف والشفع يوم النحر ؛ عن واصل بن السائب قال سألوا  عطاءعن الشفع والوتر صلاتنا ووترنا هذا ؟ قال : لا ولكن الشفع يوم عرفة والوتر ليلة الأضحى ؛ وقيل : الشفع أوسط أيام التشريق والوتر آخرها ؛ وقيل الشفع كل شئ خلقه الله ؛ وقال الحسن : هو العدد منه شفع ومنه وتر ( والليل إذا يسر )قال بن عباس :إذا ذهب ؛ وقال الضحاك : أى يجرى ؛ وقيل المراد به ليلة المزدلفة ( هل فى ذلك قسم لذى حجر ) لذى عقل ولب وسمى العقل حجراً لأنه يمنع الإنسان من تعاطى ما لا يليق به من الأفعال والأقوال ( ألم تر كيف فعل ربك بعاد ) هم عاد الأولى ولد عاد بن إرم بن عوص بن سام بن نوح عليه السلام ( إرم ذات العماد ) لأنهم كانوا يسكنون بيوت الشعر التى ترفع بالأعمدة الشداد وكانوا أشد الناس فى زمانهم ( التى لم يُخلق مثلها فى البلاد ) أى القبيلة التى لم يُخلق مثلها فلا بلادهم لقوتهم وعظم خلقهم ( وثمود الذين جابوا الصخر بالواد ) قطعوا الصخر بالواد قال بن عباس : كانوا ينحتونها ويخرقونها ؛ قال بن اسحاق كانوا عرباً وكان منزلهم بوادى القرى ( وفرعون ذى الأوتاد ) قال بن عباس الأوتاد الجنود الذين يشدون له أمر ويقال : كان فرعون يُوتد أيديهم وأرجلهم فى أوتاد من حديد يعلقهم بها ( الذين طغوا فى البلاد ) تمردوا وعتوا وعاثوا فى الأرض فساد ( فصب عليهم ربك سوط عذاب ) أنزل عليهم رجزاً من السماء وأحل بهم عقوبة لا يردها عن القوم المجرمين ( إن ربك لبالمرصاد ) يرصد خلقه فيما يعملون ويجازى كلاً بسعيه فى الدنيا والآخرة ( فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربى أكرمن ) إذا وسع الله عليه فى الرزق ليختبره فيعتقد أن ذلك من إكرام الله له وليس كذلك بل هو ابتلاء ( كلا ) ليس الأمر كما زعم فى هذا ( بل لا تكرمون اليتيم ) فيه الأمر بالإكرام له ( ولا تحاضون على طعام المسكين ) يعنى لا يأمرون بالإحسان إلى الفقراء والمساكين ويحث بعضهم على بعض فى ذلك ( وتأكلون التراث ) يعنى الميراث ( أكلاً لمَّا ) من جهة حصل لهم من حلال أو حرام ( وتحبون المال حباً جما ) كثيراً وزاد بعضهم فاحشاً ( كلا إذا دُكت الأرض دكاً دكا ) سُويت الأرض والجبال ( وجاء ربك ) لفصل القضاء بين عباده (والملك صفاً صفا )مصطفين صفاً صفا ( وجئ يومئذ بجهنم ) قال صلى الله عليه وسلم : ( يؤتى بجهنم لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها ) ( يومئذ يتذكر الإنسان ) أى عمله ( وأنى له الذكرى ) وكيف تنفعه الذكرى ( يقول يا ليتنى قدمت لحياتى ) يندم على ما كان سلف منه من المعاصى إن كان عاصياً ويود لو كان زاد من الطاعات لو كان طائعاً (  فيومئذ لا يعذب عذابه أحد ) ليس أحد أشد عذاباً من تعذيب الله من عصاه ( ولا يوثق وثاقه أحد ) ليس أحد أشد قبضاً من زبانية جهنم لمن كفر بالله عز وجل ( يا أيتها النفس المطمئنة إرجعى إلى ربك ) إلى جواره وثوابه وما أعد لعباده فى جنته ( راضية ) فى نفسها ( مرضية ) قد رضيت عن الله ورضى الله عنها (  فإدخلى فى عبادى ) فى جملتهم ( وادخلى جنتى ) هذا يقال عند الإحتضار وفى يوم القيامة قال بريده نزلت فى حمزة بن عبد المطلب ؛ قال بن عباس نزلت فى عثمان بن عفان  


المزيد في: تفسير

اترك تعليقاً