تفسير الجزء الثلاثون سورة البينة

قال تعالى : ( لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين ) أما أهل الكتاب فهم اليهود والنصارى والمشركون عبدة الأوثان والنيران من العرب والعجم قال مجاهد لم يكونوا ( منفكين ) يعنى منتهين حتى يتبين لهم الحق ( حتى تأتيهم البينة ) أى هذا القرآن ثم فسر البية بقوله ( رسول من الله يتلوا صحفاً مطهرة ) يعنى محمد صلى الله عليه وسلم وما يتلوه من القرآن العظيم ويذكر القرآن بأحسن الذكر ويثنى عليه بأحسن الثناء ( فيها كتب قيمة ) مستقيمة معتدلة ( وما تفرق الذين أتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة ) يعنى أهل الكتب المنزلة على الأمم قبلنا بعدما أقام الله عليهم الحجج والبينات تفرقوا واختلفوا فى الذى أراه الله من كتبهم واختلفوا إختلافاً كثيراً ( وما أُمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ) أى متحنفين من الشرك والتوحيد ( ويقيموا الصلاة ) وهى أشرف العبادات ( ويؤتوا الذكاة ) وهى الإحسان إلى الفقراء ( وذلك دين القيمة ) أى الملة العادلة أو الأمة المستقيمة المعتدلة ( إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين فى نار جهنم خالدين فيها ) أىيوم القيامة فى نار جهنم خالدين فيها ماكثين لا يحولون عنها ( أولئك هم شر البرية ) أى شر الخليقة ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية جزاؤهم عند ربهم ) أى يوم القيامة ( جنات عدن تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ) بلا انقطاع وانفصال ( رضى الله عنهم ورضوا عنه ) مقام رضاه عنهم أعلى مما أوتوه من النعيم (ذلك لمن خشى ربه ) لمن خشى الله واتقاه 


المزيد في: تفسير

اترك تعليقاً