تفسير الجزء التاسع والعشرون سورة المرسلات

قال تعالى : ( والمرسلات عرفا ) هم الملائكة ( فالعاصفات عصفا 0 والناشرات نشرا ) قال بن مسعود : الريح ( فالفارقات فرقا 0 فالملقيات ذكرا 0عذراً أو نُذرا ) يعنى الملائكة قاله بن مسعود فهى تنزل على الرسل بأمر الله تعالى لتفرق بين الحق والباطل والحلال والحرام ( إنما توعدون لواقع ) هذا هو المقسم عليه بهذه الأقسام وهو قواه لا محالة (  فإذا النجوم طمست ) ذهب ضوئها ( وإذا السماء فرجت ) تشققت وتدلت أرجاؤها ووهت اطرافها ( وإذا الجبال نسفت ) أى ذهب بها فلا يبقى لها عين ولا أثر ( وإذا الرسل أُقتت ) أُجمعت ( لأى يوم أُجلت 0 ليوم الفصل 0 وما أدراك ما يوم الفصل ) أُرجئ امرها حتى تقوم الساعة معظماً شأنها ( ويل يومئذ للمكذبين ) ويل لهم من عذاب الله غداً ( ألم نهلك الأولين ) يعنى من المكذبين للرسل المخالفين لهم ( ثم نُتبعهم الأخرين ) ممن أشبههم ( كذلك نفعل بالمجرمين 0ويل يومئذ للمكذبين 0 ألم نخلقكم من ماءٍ  مهين ) ضعيف حقير بالنسبة لقدرة البارى سبحانه ( فجعلناه فى قرار مكين ) يعنى جمعناه فى الرحم وهو قرار الماء من الرجل والمرأة معد لذلك حافظ لما أودع فيه من الماء ( إلى قدر معلوم 0 فقدرنا فنعم القادرون 0 ويل يومئذ للمكذبين ) قدرناه بقدرتنا وإرادتنا وو يل لمن كذب بهذا (  ألم نجعل الأرض كفاتا 0 أحياءً وأمواتا ) قال بن عباس : كفاتا كنا وقال مجاهد : يكفن الميت فلا يُرى منه الشئ ( وجعلنا فيها رواسى شامخات ) يعنى الجبال رسى بها الأرض لئلا تميد وتضطرب ( وأسقيناكم ماءً فراتا ) عذباً زلالاً من السحاب ( ويل يومئذ للمكذبين ) أى لمن تأمل فى هذه المخلوقات ثم يستمر فى كذبه وكفره (انطلقوا إلى ما كنتم به تكذبون ) سيروا إلى ما كنتم به تكذبون من العذاب ( انطلقوا إلى ظل ذى ثلاث شُعب ) دخان عظيم إذا ارتفع تشعب (لا ظليل ) ليس كالظل الذى يقى من الحر ( ولا يُغنى من اللهب ) أى لا يدفع من لهب جهنم شيئاً وهو ما يعلوا النار (  إنها ترمى بشررٍ كالقصر ) الشررهو ما يتطاير من النار فى كل جهة ( كأنه جمالتُُ صفر ) قال قتادة : أعناق الإبل ويل يومئذ للمكذبين 0 هذا يوم لا ينطقون ) أى لا يتكلمون ( ولا يؤذن لهم فيتعذرون ) أن يوم القيامة له مواطن ومواقيت لا يتكلم فيها أحد ويل يومئذ للمكذبين 0 هذا يوم الفصل جمعناكم والأولين ) يوم يفصل فيه بين الخلائق فيتبين الحق من الباطل ( فإن كان لكم كيد فكيدون ) حيلة فاحتالوا لأنفسكم ( ويل يومئذ للمكذبين 0 إن المتقين فى ظلال وعيون ) أخبر بما يصير إليه المتقون وما هم فيه من ظلال الأشجار ( وفواكه مما يشتهون ) يتمنون ( كلوا واشربوا هنيئاً بما كنتم تعملون ) يقال لهم ذلك ( إنَّا كذلك نجزى المحسنين ) نثيب الذين أحسنوا فى تصديقهم بمحمد صلى الله عليه وسلم ( ويل يومئذ للمكذبين 0 كلوا وتمتعوا قليلاً إنكم مجرمون ) وعيد وتهديد للمكذبين بأنهم كافرون بالله تعالى ( ويل يومئذ للمكذبين 0 وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون ) إذا قيل لهم صلوا لا يصلون ( ويل يومئذ للمكذبين فبأى حديث بعده يؤمنون )إن لم يصدقوا بالقرآن فبأى شئ يصدقوا 0 والله تعالى أعلم 


المزيد في: تفسير

اترك تعليقاً