تفسير الجزء الثلاثون سورة البروج

قال تعالى : ( والسماء ذات البروج ) البروج النجوم وقيل : قصور  فى السماء ؛ وقيل : الخُلق الحسن ؛ وقيل : منازل الشمس والقمر ( واليوم الموعود 0 وشاهد ومشهود ) اليوم الموعود يوم القيامة ” وشاهد ” وهو يوم الجمعة ” ومشهود ” يوم عرفة وقيل : يوم القيامة ( قُتل أصحاب الأخدود ) أى لعن أصحاب الأخدود والأخدود جمعه أخاديد وهى الحفرة فى الأرض ( النار ذات الوقود ) الوقود الحطب أى أحرقتهم النار ذات الوقود ( إذ هم عليها قعود ) أى الذين فعلوا الأخاديد قعود عليها ( وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود ) أى مشاهد لما يفعل بالمؤمنين ( وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد ) أى ما كان ذنبهم إلا إيمانهم بالله العزيز الذى لا يُضام من لاذ به بجنابه المنيع الحميد فى جميع أقواله وأفعاله ( الذى له ملك السماوات والأرض ) من تمام الصفة أنه المالك لجميع السماوات والأرض وما فيهما ( والله على كل شئ شهيد ) لا يغيب عنه شئ فى السماوات والأرض ولا تخفى عليه خافية ( إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ) أى حرقوا ( ثم لم يتوبوا ) أى لم يقلعوا عما فعلوا وندموا ( فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق ) أى بالجزاء من جنس العمل ( لهم جنات تجرى من تحتها الأنهار ) بخلاف ما أعد لأعدائه من الحريق والجحيم ( ذلك الفوز الكبير ) العظيم الذى لا فوز يشبهه ( إن بطش ربك لشديد ) أى انتقامه عظيم ( إنه هو يُبدئ ويعيد ) أى من قوته وقدرته التامة يُبدئ الخلق ويعيده كما بدأه ( وهو الغفور الودود ) أى يغفر الذنب لمن تاب إليه ( الودود ) الحبيب ( ذو العرش ) صاحب العرش العظيم ( فعال لما يريد ) لا يمتنع عليه شئ يريده ( هل أتاك حديث الجنود ) ما حل بهم من البأس ( فرعون وثمود) قد أتاك يا محمد خبر الجموع الكافرة من بينهم فرعون وثمود ( بل الذين كفروا فى تكذيب ) فى شك وريب ( والله من ورائهم محيط ) قادر لا يعجزونه ( بل هو قرآن مجيد ) أى عظيم كريم ( فى لوح محفوظ ) فى الملأ الأعلى محفوظ من الزيادة والنقصان والتحريف والتبديل 


المزيد في: تفسير

اترك تعليقاً