تفسير الجزء الثلاثون سورة الطارق

عن عبد الرحمن بن خالد بن أبى جبل العدوانى عن أبيه أنه أبصر رسول الله صلى الله عليه وسلم فى مشرق ثقيف وهو قائم على قوس أو عصى حين أتاهم يبتغى عندهم النصرة فسمعته يقول : ( والسماء والطارق ) حتى ختمها قال : فوعيتها فى الجاهلية وأنا مشرك ثم قرأتها فى الإسلام فدعتنى ثقيف فقالوا : ماذا سمعت من هذا الرجل ؟ فقرأتها عليهم ؛ فقال من معهم من قريش نحن أعلم بصاحبنا لو كنا نعلم ما يقول حقاً لأتبعناه ( والسماء والطارق 0 وما ادراك ما الطارق 0 النجم الثاقب ) إنما سمى طارقاً لأنه إنما يرى بالليل ويختفى بالنهار ( الثاقب ) قال بن عباس : مضئ وقال السدى : يثقب الشياطين إذا أرسل عليها وقال عكرمة : هو مضئ ومحرق للشيطان ( إن كل نفس لما عليها حافظ ) اى حافظ من الله يحرسها من الآفات ( فلينظر الإنسان مما خلق ) تنبيه للإنسان على ضعف أصله الذى خُلق منه وإرشاد للميعاد ( خُلق من ماء دافق ) يخرج دفقاً من الرجل والمرأة فيتولد منهما الولد بإذن الله ( يخرج من بين الصلب والترائب ) صُلب الرجل وترائب المرأة وهو صدرها وهو أصفر لا يكون الولد إلا منهما ( إنه على رجعه لقادر ) فيه قولان أحدهما : أنه راجع على هذا الماء الدافق إلى مقره الذى خرج منه القادر ؛ الثانى : أنه راجع على هذا الإنسان المخلوق من ماء دافق ( يوم تُبلى السرائر ) يوم القيامة يظهر فيه السر ويبقى علانية ( فما له من قوة ) فى نفسه ( ولا ناصر ) أى من خارج منه أى لا يقدر على أن يُنقذ نفسه من عذاب الله ( والسماء ذات الرجع ) قال قتادة : ترجع رزق العباد كل عام ولولا ذلك لهلكوا ( والأرض ذات الصدع ) إنصداعها عن النبات ( إنه لقول الفصل ) حكم عدل ( وما هو بالهزل ) بل هو جد حق ( إنهم يكيدون كيدا ) أى يمكرون بالناس فى دعوتهم إلى خلاف القرآن ( فمهل الكافرين ) أنظرهم ولا تستعجل ( أمهلهم رويدا ) أى قليلا  


المزيد في: تفسير

اترك تعليقاً