تفسير الجزء الثلاثون سورة الغاشية
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بسبح اسم ربك الأعلى والغاشية فى صلاة العيد ويوم الجمعة ( هل أتاك حديث الغاشية ) الغاشية اسم من اسماء يوم القيامة ؛ قال قتادة : لأنها تغشى الناس وتعمهم عن عمرو بن ميمون قال : مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على امرأة تقرأ ( هل أتاك حديث الغاشية ) فقام يستمع ويقول قد جاءنى ( وجوه يومئذ خاشعة ) ذليلة ( عاملة ناصبة ) عملت عملاً كثيراً ونصبت فيه وصليت يوم القيامة ناراً حامية (عاملة ناصبة ) قال بن عباس : النصارى ؛ وقال السدى : عاملة فى الدنيا بالمعاصى ناصية فى النار بالعذاب والهلاك ( تصلى ناراً حامية ) حارة شديدة ( تُسقى من عين آنية ) انتهى حرها وغليانها ( ليس لهم طعام إلا من ضريع ) قال قتادة : هو الشبرق شمية قريش فى الربيع وفى الصيف الضريع ( لا يُسمن ولا يُغنى من جوع ) لا يحصل به مقصود ولا ينفع به مجذور ( وجوه يومئذ ناعمة ) أى يوم القيامة يعرف النعيم فيها ( لسعيها راضية ) رضيت بأعمالها ( فى جنة عالية ) أى رفيعة بهية فى الغرفات ( لا تسمع فيها لاغية ) أى سارحة ( فيها سُرور مرفوعة ) ناعمة كثير الفُرش مرتفعة السمك عليها الحور العين ( وأكواب موضوعة ) أوانى الشرب معدة مرصدة لمن أرادها ( ونمارق مصفوفة ) النمارق الوسائد ( وزرابى مبثوثة ) قال بن عباس : الزرابى البُسط لمن أراد أن يجلس عليها ( أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خُلقت ) إنها خلق عجيب وتركيبها غريب فإنها فى غاية الشدة والقوة ومع ذلك تلين للحمل الثقيل وتؤكل ويُنتفع بوبرها ولبنها ( وإلى السماء كيف رُفعت ) رفعها الله بلا عمد ( وإلى الجبال كيف نُصبت ) أى ثابتة راسية لئلا تميد الأرض بأهلها ( وإلى الأرض كيف سُطحت ) مهدت ومدت ( فذكر إنما أنت مذكر ) أى ذكر يا محمد بما أرسلت به إليهم ( لست عليهم بمسيطر ) أى لست تخلق الإيمان فى قلوبهم ( إلا من تولى وكفر ) أى تولى عن العمل بأركانه وكفر بالحق بجنابه ولسانه ( فيعذبه الله العذاب الأكبر ) يوم القيامة ( إنا إلينا إيابهم ) أى مرجعهم ومنقلبهم ( ثم إن علينا حسابهم ) مجازاتهم على أعمالهم