تفسير الجزء الثلاثون سورة الإنفطار
قال تعالى : ( إذا السماء انفطرت ) أى تشققت ( وإذا الكواكب انتثرت ) تساقطت ( وإذا البحار فجِّرت ) إختلط عذبها بمالحها ( وإذا القبور بعثرت ) تحركت فيخرج من فيها ( علمت نفس ما قدمت وأخرت ) أى إذا كان هذا حصل هذا ( يا ايها الإنسان ما غرك بربك الكريم ) هذا تهديد لا كما يتوهم بعض الناس حيث قالوا غره كرمه بل المعنى ما غرك يابن آدم بربك العظيم حتى قدمت على معصيته وقابلته بما لا يليق ؛ قال أبو بكر الرزاق : لو قيل لى ( ما غرك بربك الكريم ) لقلت غرنى كرم الكريم ؛ قال البغوى : نزلت فى الأسود بن شٌريق ضرب النبي صلى الله عليه وسلم ولم يُعاقب فى الحال الراهنة فأنزل الله تعالى ( ما غرك بربك الكريم ) ( الذى خلقك فسواك فعدلك ) أى جعلك مستوى معتدل القامة( فى أى صورة ما شاء ركبك ) قال مجاهد أى شبه أب أم أم أو خال أو عم ( كلا بل تكذبون بالدين ) إنما حملكم على مواجهة الكريم ومقابلته بالمعاصى تكذيب قلوبكم بالمعاد والجزاء والحساب ( وإن عليكم لحافظين 0 كراماً كاتبين 0 يعلمون ما تفعلون ) يعنى الملائكة حفظة كراماً فلا تقابلوهم بالقبائح ( إن الأبرار لفى نعيم ) سماهم الأبرار لأنهم بروا آبائهم ( وإن الفجار لفى جحيم – يصلونها يوم الدين ) أى يدخلونها يوم الجزاء والحساب وهو يوم القيامة ( وما هم عنها بغائبين ) لا يغيبون عن العذاب ساعة واحدة ولا يُخفف عنهم ولا يجابون إلى ما يسألون من الموت والراحة ( وما أدراك ما يوم الدين ) تعظيم لشأن يوم القيامة ( يوم لا تملك نفس لنفس شيئا ) أى لا يقدر أحد على نفع أحد ( و الأمر يومئذ لله ) لا يُنازعه فيه أحد