سورة النبأ

قال تعالى : ( عمَّ يتسألون ) أى عن أى شئ يتسألون ( عن النبأ العظيم ) الخبر الكائن وهو يوم القيامة ( كلا سيعلمون ) هذا تهديد شديد ووعيد أكيد ( ألم نجعل الأرض مهادا ) أى ممهده للخلائق ذلولا ساكنة ثابتة ( والجبال أوتادا ) لها وتدا وأرساها وثبتها حتى سكنت ( وخلقناكم أزواجا ) ذكراً وأنثى ( وجعلنا نومكم سباتا ) أى قطعاً للحركة لتحصل الراحة ( وجعلنا الليل لباسا ) يغشى الناس ظلامه وقال قتادة سكناً ( وجعلنا النهار معاشا ) مشرقاً نيراً ليتمكن الناس من التصرف فيه لطلب المعاش ( وبنينا فوقكم سبعاً شدادا ) يعنى السماوات السبع ( وجعلنا سراجاً وهاجا ) الشمس المنيرة يتوهج ضوئها لجميع الأرض ( وأنزلنا من المعصرات )  السحاب ( ماءاً ثجاجا) منصباً وقيل متتابع ( لنخرج به حباً ونباتا وجنات ألفافا ) حباً يدخره الناس ونباتا خضراً يؤكل رطباً ( وجنات ألفافا ) أى بساتين مجتمعة ( إن يوم الفصل كان ميقاتا) يعنى يوم القيامة مؤقت بأجل معدود ( يوم ينفخ فى الصور ) وهو القرن ( فتأتون أفواجا ) مجتمعين ( وفتحت السماء فكانت أبوابا ) أى طرق ومسالك للملائكة ( وسيرت الجبال فكانت سرابا ) يُخيل للناظر على أنها شئ وليست بشئ ( إن جهنم كانت مرصادا ) أى معدة للطاغين ( مأبا ) مرجعاً ( لابثين فيها أحقابا ) مدة من الزمان ( لا يذوقون فيها برداً ولا شرابا ) لا يجدون فى جهنم برداً لقلوبهم ولا شراباً يتغذون به ( إلا حميماً وغساقا) الحميم هو الحار والغساق هو صديد أهل النار وعرقهم ودمعهم ( جزاءاً وفاقا ) حسب أعمالهم ( إنهم كانوا لا يرجون حسابا) لم يعتقدوا بالجزاء والحساب ( وكذبوا بآياتنا كذابا ) يكذبون بحجج الله ودلائله فى خلقه ( وكل شئ أحصيناه كتابا ) كتبناه عليهم ( فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا) عن عبد الله بن عمرو قال : لم ينزل على أهل النار آية أشد من هذه الآية ( إن للمتقين مفازا ) متنزهاً ( حدائق و‘أعنابا ) بساتين من نخيل ( كواعب أترابا) أى حور نواهد لم يتدلى ثديهنَّ ( أترابا ) متساويات فى السن ( وكأساً دهاقا ) مملوءة صافية ( لا يسمعون فيها لغواً ولا كذابا ) ليس فيها كلام لاغ ( جزاءً من ربك عطاءً حسابا ) أى كافياً وافياً ( لا يملكون منه خطابا) لا يقدر أحد على ابتداء مخاطبته إلا بإذنه ( يوم يقوم الروح والملائكة صفاً ) الروح قيل جبريل عليه السلام وقيل ملك من الملائكة عظيم خلقه ( لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا) أى حقاً ومن الحق لا إله إلا الله ( ذلك اليوم الحق ) أى يوم القيامة كائن لا محالة ( فمن شاء اتخذ إلى ربه مآبا ) مرجعاً وطريقاً يهتدى به ( إنَّا أنذرناكم عذاباً قريبا ) أى يوم القيامة لتأكيد وقوعه ( يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ) يعرض عليه جميع أعماله خيرها وشرها ( ويقول الكافر يا ليتنى كنت ترابا) لم يكن قد خُلق ولا خرج للوجود  


المزيد في: تفسير

اترك تعليقاً