تفسير الجزء الثلاثون سورة الليل

قال تعالى : ( والليل إذا يغشى ) أغشى الخليقة بظلامه ( والنهار إذا تجلى ) بضيائه ( وما خلق الذكر والأنثى إن سعيكم لشتى ) أى أعمال العباد التىاكتسبوها متضاده ومختلفة من فاعل خير وشر ( فأما من أعطى واتقى ) أعطى ما أُمر بإخراجه واتقى الله فى أموره ( وصدق بالحسنى ) أى بالمجازاة على ذلك ؛ وقيل بالثواب ؛ وقال الضحاك : بلا إله إلا الله ؛ وقيل : بما أنعم الله عليه (فسنيسره لليسرى ) قال بن عباس : للخير ؛ وقيل : للجنة ( وأما من بخل واستغنى ) أى بخل بماله واستغنى عن ربه ( وكذب بالحسنى ) بالجزاء والدار الآخرة ( فسنيسره للعسرى ) لطريق الشر ( وما يغنى عنه ماله إذا تردى ) أى إذا مات ؛ وقال زيد بن أسلم : غذا تردى فى النار ( إن علينا للهدى ) أى نبيين له طريق الحلال والحرام ( وإن لنا للآخرة والأولى ) أى أنا المتصرف فيهما ( فأنذرتكم ناراً تلظى ) قال مجاهد : توهج (  لا يصلاها إلا الأشقى ) لا يدخلها من جميع الجوانب إلا الأشقى (  الذى كذب وتولى ) كذب بقلبه وتولى عن العمل ( وسيجنبها الأتقى ) أى سيزحزح عن النا التقى النقى (  الذى يؤتى ماله يتذكى ) فى طاعة الله ليزكى نفسه وماله وما وهبه الله من دين ودنيا ( وما لأحد عنده من نعمة تُجزى ) ليس بذله ماله فى مكافأة من أسدى معروفاً فهو يعطى فى مقابل ذلك ( إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى ) طمعاً فى أن يحصل له رؤيته فى الآخرة (ولسوف يرضى ) أى يرضى من اتصف بهذه الصفات


المزيد في: تفسير

اترك تعليقاً