تفسير الجزء الثلاثون سورة القدر

يخبر الله تعالى أنه أنزل القرآن الكريم ليلة القدر ؛ قال بن عباس أنزل الله القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة من السماء الدنيا ثم نزل مفصلاً بحسب الوقائع فى ثلاث وعشرين سنة على رسول الله صلى الله عليه وسلم

عن مجاهد أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر رجلاً من بنى إسرائيل لبس السلاح فى سبيل الله ألف شهر قال فعجب المسلمون من ذلك فأنزل الله تعالى : ( إنا أنزلناه فى ليلة القدر 0 وما أدراك ما ليلة القدر 0 ليلة القدر خير من ألف شهر ) أى قيام تلك الليلة خير من عمل ذلك الرجل

عن على بن عروة قال : ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً أربعة من بنى إسرائيل عبدوا الله ثمانين عاماً لم يعصوه طرفة عين أيوب وزكريا وحزقيل بن العجوز ويوشع بن نون قال فعجب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاه جبريل فقال : يا محمد عجب امتك من عبادة هؤلاء النفر ثمانين سنة لم يعصوه طرفة عين فأنزل الله لك خير من ذلك فقرأ ( ليلة القدر خير من ألف شهر ) هذا أفضل مما عجبت أنت وأمتك فسر رسول الله والناس معه ( تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر ) يكثر نزول الملائكة فيها لكثرة البركة والملائكة يتنزلون مع تنزل البركة والرحمة كما يتنزلون عند قراءة القرآن أما الروح فهو جبريل عليه السلام ( من كل أمر ) قال مجاهد سلام هى من كل أمر وقال الأعمش : هى سالمة لا يستطيع الشيطان أن يعمل فيها سوء أو أذى ؛ وقال قتادة : تقضى فيها الأمور وتُقدر فيها الآجال والأرزاق ( سلام هى حتى مطلع الفجر ) تسلم الملائكة على أهل المساجد حتى يطلع الفجر

* أماراتها : عن بن عباس أن رسول الله قال : ( ليلة سمحاء طلقة لا حارة ولا باردة وتصبح الشمس صبيحتها ضعيفة حمراء ) رواه أبو داود

* اختلف العلماء هل كانت ليلة القدر فى الأمم السابقة أو من خصائص هذه الأمة ؟ على قولين 1- عن مالك أنه بلغه أن رسول الله أرى أعمار الناس قبله أو ما شاء الله من ذلك فكأنه تقاصر أعمار أمته أن لا يبلغوا من العمل الذى بلغ الله غيرهم فى طول العمر فأعطاه الله ليلة القدر خير من ألف شهر 


المزيد في: تفسير

اترك تعليقاً