تفسير الجزء التاسع والعشرون سورة المزمل

قال تعالى : ( يا أيها المزمل ) هو التغطية بالليل قال السدى : يا أيها النائم وقال النخعى : نزلت وهو متزمل بقطيفة ( قم الليل إلا قليلا ) إنهض إلى قيام الليل لله عز وجل ( نصفه ) بدل من الليل ( أو انقص منه قليلا ) أمرناك أن تقوم نصف الليل بزيادة قليلة أو نقصان قليل (  أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا ) اقرأه على تمهل فإنه يكون عوناً على فهم القرآن (إنا سنلقى عليك قولاً ثقيلا ) قال الحسن : أى العمل به (إن ناشئة الليل هى أشد وطأ وأقوم قيلا ) قال بن عباس : نشأ قام بالحبشية وقال مجاهد : نشأ إذا قام من الليل (إن لك فى النهار سبحاً طويلا ) قال أبو مسلم الفراغ والنوم ؛ وقال الثورى : فراغً طويلا ؛ وقال السدى تطوعاً كثيرا ( واذكر اسم ربك ) أى أكثر من ذكره وتفرغ لعبادته ( وتبتل إليه تبتيلا )أى أخلص له العبادة وابتهل وقيل : التبتل الإنقطاع ( رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا ) هو المالك المتصرف فى المشارق والمغارب ( واصبر على ما يقولون ) اصبر يا رسول الله على كذبهم ( واهجرهم هجراً جميلا ) هو الذى لا عتاب معه ( وذرنى والمكذبين أولى النعمة ) دعنى والمكذبين المترفين أصحاب الأموال ( ومهلهم قليلا ) أى رويداً ( إن لدينا أنكالاً ) وهى القيود ( وجحيما ) هى السعير المضطرمة ( وطعاماً ذا غصة) قال بن عباس : ينبت فى الخلق فلا يدخل ولا يخرج ( وعذاباً أليما 0 يوم ترجف الأرض والجبال ) تتزلزل ( وكانت الجبال كثيباً مهيلا ) تصير ككثبان الرمل بعدما كانت حجارة صماء ثم إنها تُنسف نسفاً ( إنا أرسلنا إليكم رسولاً شاهداً عليكم ) بأعمالكم (  كما أرسلنا إلى فرعون رسولا 0 فعصى فرعون الرسول فأخذناه أخذاً وبيلا ) أى شديد فاحذروا أن تكذبوا هذا النبي فيصيبكم ما أصاب فرعون ( فكيف تتقون إن كفرتم يوماً يجعل الولدان شيبا ) أى تخافوا أيها الناس يوماً يجعل الولدان شيبا إن كفرتم ؛ وقيل كيف يحصل لكم تقوى إن كفرتم ( السماء منفطر به ) أى بسبب شدته وهوله ( كان وعده مفعولا ) أى واقع لا محالة ( إن هذه تذكرة ) هذه السورة يتذكر بها ألوا الألباب ( فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا ) هداية ( إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثى الليل ونصفه وثلثه ) أى تارة هكذا من غير قصد ( وطائفة من الذين معك ) وهم المؤمنون ( والله يقدر الليل والنهار ) تارة يعتدلان وتارة يأخذ هذا من هذا ( علم أن لن تحصوه ) الفرض الذى أوجبه عليكم ( فتاب عليكم ) غفر لكم ( فاقرأوا ما تيسر من القرآن ) من غير تحديد بوقت لكن قوموا من الليل ما تيسر لكم ( علم ان سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون فى الأرض يبتغون من فضل الله ) أى ذو أعذار فى ترك قيام الليل من مرض وسفر يبتغون من فضل الله ومنهم مشغول بالحرب وهم ( وأخرون يقاتلون فى سبيل الله ) ( فاقرأوا ماتيسر منه ) أن يقوموا بقرأة شئ من القرآن فى الليل ( وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ) أى صلاتكم الواجبة وآتوا الزكاة المفروضة ( وأقرضوا الله قرضاً حسنا ) من الصدقات ( وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيراً وأعظم أجرا ) أى حاصل لكم وهو خير مما أبقيتموه لأنفسكم فى الدنيا ( واستغفروا الله إن الله غفور رحيم ) أى أكثروا من الإستغفار فإن الله غفور رحيم


المزيد في: تفسير

اترك تعليقاً