سورة النازعات
قال تعالى : ( والنازعات غرقا ) الملائكة تنزع أرواح بنى آدم ( والناشطات نشطا ) النجوم ( والسابحات سبحا ) قال بن مسعود الملائكة وقيل النجوم وقيل السفن ( فالسابقات سبقا ) يعنى الملائكة سبقت إلى الإيمان والتصديق ( فالمدبرات أمرا ) هى الملائكة تدبر الأمر من السماء إلى الأرض ( يوم ترجف الراجفة ) هى النفخة الأولى ( تتبعها الرادفة ) النفخة الثانية ( قلوب يومئذ واجفة ) خائفة ( أبصارها خاشعة ) ذليلة حقيرة مما عانت من الأهوال ( يقولون آئنا لمرددون فى الحافرة ) يعنى مشركى مكة ومن يقول بقولهم واستبعادهم وقوع البعث والحافرة هى القبور ( ائذا كنا عظاماً نخرة ) قال بن عباس بالية ؛ وقال هو العظم إذا بُلى ودخلت الريح فيه ( قالوا تلك إذاً كرة خاسرة ) قال قتادة الحافرة : الحياة بعد الموت وقيل : النار ( قالوا تلك إذاً كرة خاسرة ) قالت قريش لئن أحيانا الله بعد أن نموت لنخسرنّ ( فإنما هى زجرة واحدة فإذاهم بالساهرة ) أى أمر الله لا مثنوية فيه ولا تأكيد ( فإنما هى زجرة واحد ) صيحة واحدة ( فإذاهم بالساهرة ) قال بن عباس : الساهرة الأرض كلها ؛ وقيل : أرض الشام ؛ وقيل أرض المقدس ؛ وقيل جهنم والصحيح أنها الأرض وجهها العلى ( فإذاهم بالساهرة ) قال بن سعد الساعدى : أرض بيضاء عفراء خالية ( هل أتاك حديث موسى ) أى هل سمعت بخبره ( إذ ناداه ربه بالواد المقدس ) المطهر ( طوى ) إسم الوادى ( إذهب إلى فرعون إنه طغى ) أى تمرد وتجبر ( فقل هل لك إلى أن تزكى ) أى تسلم وتطيع ( وأهديك إلى ربك فتخشى ) إلى عبادة فيصير قلبك خاضعاً مطيعاً لله ( فأراه الأية الكبرى ) فأظهر له مع هذه الدعوة الحجة القوية دليلاً على صدقما جاء به وهى العصى ( فكذب وعصى ) أى كذب بالحق وخالف الطاعة ( فحشر فنادى ) أى فى قومه ( فقال أنا ربكم الأعلى ) قال بن عباس : قالها فرعون بعد أن قال : ( ما علمت لكم من إله غيرى ) بأربعين سنة ( فأخذه الله نكال الآخرة والأولى ) انتقم منه انتقاماً جعله به عبرة ومثالاً للمتمردين فى الدنيا ( إن فى ذلك لعبرة لمن يخشى ) لمن يتعظ وينزجر ( أأنتم ) أيها الناس ( أشد خلقاً أم السماء بناها ) يعنى بل السماء أشد خلقاً منكم ( رفع سمكها فسواها ) أى جعلها عالية البناء مستوية الأرجاء ( وأغطش ليلها وأخرج ضحاها ) أى جعلها مظلمة فى الليل شديدة السواد ونهارها مضئ ( والأرض بعد ذلك دحاها 0 أخرج منها ماءها ومرعاها) أى أخرج منها الماء والمرعى وشقق فيها الأنهار ( والجبال أرساها ) ثبتها فى أماكنها ( متاعاً لكم ولأنعامكم 0 فإذا جاءت الطامة الكبرى ) يوم القيامة لأنها تطم على كل ما أمرها الله ( يوم يتذكر الإنسان ما سعى ) عمله خيراً كان أم شراً ( وبُرزت الجحيم لمن يرى ) أى ظهرت فرأها الناس عياناً ( فأما من طغى ) أى تمرد وعتا ( وآثر الحياة الدنيا ) أى قدمها على أمر دينه وأخراه ( فإن الجحيم هى المأوى ) أى المرجع ( وأما من خاف مقام ربه ) خاف القيام بين يدى الله ( فإن الجنة هى المأوى ) أى المنقلب والمرجع ( يسألونك عن الساعة أيان مرساها 0 فيما أنت من ذكراها 0 إلى ربك منتهاها ) ليس علمها إليك ولا إلى أحد من المخلوقات بل مردها إلى الله ( إنما أنت منذر من يخشاها) تنذر الناس وتحذرهم بأس الله وعذابه ( كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها ) إذا قاموا من قبورهم إلى المحشر أما عشية فما بين الظهر إلى غروب الشمس ( أو ضحاها ) ما بين طلوع الشمس إلى نصف النهار