تفسير الجزء الثلاثون سورة البلد
قال تعالى : ( لا أقسم بهذا البلد ) قسم من الله عز وجل بمكة أم القرى فى حال كون الساكن فيها حلالاً لنبيه على عظمة قدرها فى حال إحرام أهلها ( وأنت حلُُ بهذا البلد ) أنت به من غير حرج ولا إثم ( ووالد وما ولد ) الوالد الذى يلد وما ولد العاقر الذى لا يولد له قال عكرمة : الولد الذى يلد وما ولد العاقر الذى لا يولد له ؛ وقيل الوالد آدم وما ولد ولده ( لقد خلقنا الإنسان فى كبد ) منتصباً فى بطن أمه والكبد الإستواء والإستقامة قال مجهد فى كبد أى فى نطفة ثم علقة ثم مضغة يتكبد فى الخلق ؛ وقيل فى شدة وطلب معيشة ( أيحسب ألن يقدر عليه أحد ) قال الحسن البصرى : يأخذ ماله ؛وقال قتادة : يظن بن آدم أنه لن يُسئل عن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ( يقول أهلكت مالاً لُبدا ) أنفقت مالاً كثيراً ( أيحسب أن لم يره أحد ) أيحسب أن لم يره الله تعالى ( ألم نجعل له عينين ) يبصر بهما ( ولساناً ) ينطق به ( وشفتين ) يستعين بهما على الكلام والأكل ( وهديناه النجدين ) قال الثورى : الخير والشر ( فلقتحم ) أى دخل ( العقبة ) حبل فى جهنم وقيل سبعون درجة فى جهنم ( وما أدراك ما العقبة ) عند اقتحامها ( فك رقبة أو إطعام ) أفلا سلك طريق النجاة والخير ( فى يوم ذى مسغبة ) قيل الجوع قال بن عباس : مجاعة ( يتيماً ذا مقربة ) أى طعم فى هذا اليوم يتيماً قريباً قال صلى الله عليه وسلم : ( الصدقة على المسكين صدقة وعلى ذى الرحم اثنتان صدقة وصلة ) ( أو مسكيناً ذا متربة ) اى فقير ملصق بالتراب (ثم كان من الذين آمنوا ) مع هذه الأوصاف الجميلة الطاهرة مؤمن بقلبه محتسب ثوابه عند الله (وتواصوا بالصبر ) المتواصين بالصبر على أذى الناس وعلى الرحمة بهم قال صلى الله عليه وسلم : ( من لا يرحم لا يُرحم ) ( وتواصوا بالمرحمة أولئك أصحاب الميمينة ) من أصحاب اليمين ( والذين كفروا بآياتنا هم أصحاب المشئمة ) أى من أصحاب الشمال ( عليهم نار مؤصده ) مطبقة عليهم