تفسير الجزء التاسع والعشرون سورة القيامة
قال تعالى : ( لا أقسم بيوم القيامة 0 ولا أقسم بالنفس اللوامة )قال الحسن أقسم بيوم القيامة ولم يقسم بالنفس اللوامة ؛ وقال قتادة : أقسم بهما جميعاً وأما النفس اللوَّامة قال الحسن البصرى إن المؤمن والله ما نراه إلا يلوم نفسه وإن الفاجر يمضى قُدماً ما يعاتب نفسه ؛ وقال الحسن : ليس أحد من أهل السماوات والأراضين إلا يلوم نفسه يوم القيامة ( أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامه ) أيظن أنا لا نقدر على إعادة عظامه ( بلى قادرين على أن نسوى بنانه ) قال بن عباس : نجعله خفاً أو حافراً ( بل يريد الإنسان ليفجر أمامه ) قال بن عباس يمضى قُدماً وقال : بالأمل يقول الإنسان أعمل ثم أتوب قبل يوم القيامة ( يسأل أيان يوم القيامة ) متى يكون يوم القيامة ( فإذا برق البصر ) لا يستقر لهم بصر من شدة الرعب ( وخسف القمر ) ذهب ضوئه ( وجُمع الشمس والقمر ) كُورا ( يقول الإنسان يومئذ أين المفر ) هل من ملجأ ( كلا لا وزر 0 إلى ربك يومئذ المستقر ) اى ليس لكم مكان تعتصمون فيه فإليه المرجع والمصير ( يُنبأ الإنسان يومئذ بما قدم وأخر ) يخبر بجميع أعماله ( بل الإنسان على نفسه بصيرة 0 ولو ألقى معاذيره ) أى شهد على نفسه عالم بما يفعله ولو اعتذر أو جادل عنها ( لا تحرك به لسانك لتعجل به ) أى بالقرآن ( إنًّا علينا جمعه ) فى صدرك ( وقرءانه ) أى أن تقرأه ( فإذا قرأناه فاتبع قرءانه ) إذا تلاه عليك الملك عن الله تعالى فاستمع له ثم اقرأ كما قرأ ( ثم إن علينا بيانه ) علينا بعد حفظه نوضح لك معناه ( كلا بل تحبون العاجلة 0 وتذرون الأخرة ) أى أن همتهم إلى الدار الدنيا العاجلة لاهون عن الأخرة ( وجوه يومئذ ناضرة ) مشرقة ( إلى ربها ناظرة ) تراه عياناً ( ووجوه يومئذ باسرة ) أى عابسة ( تظن ) تستيقن ( أن يفعل بها فاقرة ) قال مجاهد : داهية ؛ وقال السدى : هالكة ( كلا إذا بلغت التراقى ) أى اتنتزعت من جسدك وبلغت التراقى ( وقيل من راق ) أى من طبيب شافٍ ( وظن أنه الفراق ) أيقن نهاية الأجل ( والتفت الساق بالساق ) التفت عليه الدنيا والأخرة ؛ وقال مجاهد بلاء ببلاء ( إلى ربك يومئذ المساق ) المرجع ( فلا صدق ولا صلى 0 ولكن كذب وتولى 0ثم ذهب إلى أهله يتمطى) أى كسلان لا همة له وقيل : يختال ويتكبر ( أولى لك فأولى 0 ثم أولى لك فأولى ) وعيد وتهديد ( أيحسب الإنسان أن يترك سُدى ) لا يُبعث ؛ وقال مجاهد : لا يؤمر ولا يُنهى ( الم يك نطفة من منى يُمنى ) نطفة ضعيفة من ماء مهين يراق من الأصلاب فى الأرحام ( ثم كان علقة فخلق فسوى ) أى صار علقة ثم مضغة ثم شكل ونفخ فيه الروح ( فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى ) الرجل والمرأة ( اليس ذلك بقادر على أن يحيى الموتى ) أى بعد هذا الخلق لا يقدر على أن يعيده كما بدأ