افتراء اليهود على الأنبياء ثالثاً سيدنا إبراهيم عليه السلام ب آيات فى ظاهرها الشك

1- قال تعالى : ( وإذا قال إبراهيم رب أرنى كيف تحيى الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبى 000 ) البقرة ىية 260 قال العلماء قد كان إبراهيم عليه السلام يعلم قدرة الله تعالى على إحياء الموتى علماً يقينياً لا يحتمل النقض ولكن أحب أن يشاهد ذلك عياناً ويرتقى من علم اليقين إلى عين اليقين فأجابه الله إلى سؤاله وأعطاه غاية مأموله – قصص الأنبياء 136

أما حديث أبى هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( نحن أحق بالشك من إبراهيم إذ قال رب أرنى كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبى ويرحم الله لوط كان يأوى إلى ركن شديد ولو لبثت فى السجن طول ما لبث يوسف لأجبت الداعى ) فتح المبدى بشرح مختصر الزبيدى 

ليس المراد بالشك هاهنا ما يفهمه من لا علم عنده بلا خلاف — المصدر تفسير بن كثير 1 / 31

2- قال تعالى : ( وكذلك نُرى إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين فلما جن عليه الليل رأى كوكباً قال هذا ربى فلما أفل قال لا أحب الآفلين فلما رأى القمر بازغاً قال هذا ربى فلما أفل قال لئن لم يهدنى ربى لأكونن من القوم الضالين ) الحق أن سيدنا إبراهيم كان فى مقام المناظرة لقومه مبيناً لهم بطلان ما كانوا عليه من عبادة الهياكل والأصنام فبين لهم فى المقام الأول مع أبيه أخطا ئهم فى عبادة الأصنام الأرضية التى هى على صورة الملائكة السماوية ليشفعوا لهم عنده فى الرزق والنصرة وغير ذلك مما يحتاجون إليه وبين فى هذا المقام أخطائهم وضلالهم فى عبادة الهياكل وهى الكواكب السماوية السيارة وأن هذه الكواكب لا تصلح للألوهية فإنها مسخرة مقدرة بسير معين لا تزيغ عنه يميناً ولا شمالاً ولا تملك لنفسها تصرفاً بل هى جُرم من الأجرام التى خلقها الله منيرة لما له فى ذلك من الحكم العظيمة وهى تطلع من المشرق وتغرب من المغرب ومثل هذه لا تصلح لأن تكون آلهة ثم انتقل إلى القمر فبين فيه مثل ما بين فى النجم ثم انتقل إلى الشمس —- المصدر تفسير بن كثير 2 / 154

وهذا من باب مجاراة الأعداء للوصول بهم إلى الغاية المرجوة وهى بطلان عبادة هذه الكواكب وذلك لأمور منها

أ – أن هذه الكواكب لها بداية ولها نهاية وكل من كذلك لا يصلح لأن يكون إلهاً

ب- أن هذه الكواكب تسير بطريقة معينة مصطنعة فيها وهى عاجزة على أن تملك السير وحدها فكان لابد من وجود مسير لها يستطيع أن يسيرها هذا المسير هو الذى خلقها وهو الله تعالى وكل من لا يملك لنفسه القدرة على فعل الشئ لا يصلح أن يكون إلهاً يُعبد من دون الله تعالى

ج- أراد سيدنا إبراهيم ان يُبطل دعواهم فبين لهم أن هذه الكواكب لا تملك لنفسها شيئاً بل هى تحت أمر من أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون

3- قال تعالى : ( قل إننى هدانى ربى إلى صراط مستقيم ) أن الله أنعم عليه من الهداية إلى صراطه المستقيم الذى لا عوج فيه ولا انحراف فيه ديناً ثابتاً لا شك فيه

4- قال تعالى : ( أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم قال بل فعله كبيرهم هذا ) أراد سيدنا إبراهيم بهذا أن يبادروا من تلقاء أنفسهم فيعترفوا أنهم لا ينطقون وأن هذا لا يصدر عن هذا الصنم لأنه جماد مختصر تفسير بن كثير 2 / 512 

قال صاحب الكشاف هذا أى قول إبراهيم لهم ” بل فعله كبيرهم هذا ” هذا من معاريض الكلام ولطائف هذا النوع لا  يتغلغل فيها غلا أذهان الخاصة من علماء المعانى والقول فيه أن إبراهيم لم يكن إلى أن ينسب الفعل الصادر عنه إلى صنم وإنما قصد تقريره لنفسه وإثباته لها على أسلوب التعريض وإلزامه الحجة عليهم   — المصدر العقيدة والأخلاق 140


المزيد في: مختارات

اترك تعليقاً