افتراء اليهود على الأنبياء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم 11

ميمونة بنت الحارث رضى الله عنها

هى أم المؤمنين زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم ميمونة بنت الحارث بن حزن بن يجبير بن الهزم بن روبية ؛ أمها : هند بنت عامر بن زهير بن الحارث بن حماطة بن حمير وهى أخت لبابة الكبرى ولبابة الصغرى وأسماء بنت عميس وخالة أبناء العباس بن عبد المطلب وخالة سيف الله خالد بن الوليد وخالة أبناء جعفر بن أبى طالب كان اسمها بُرة فغيَّره رسول الله إلى ميمونة وكانت تحت أبى درهم بن عبد العزى العامرى القرشى وقيل : كانت تحت غيره “1” أخر أمهات المؤمنين تولى أمرها بعد وفاة زوجها إلى زوج أختها العباس الذى زوجها رسول الله حيث بنى بها رسول الله فى سِرف قرب التنعم على مقربة من مكة حيث يكون بدء الإحرام للمعتمرين من أهل مكة والمقيمين بها ؛ وقيل : إنه لما جاءها الخاطب بالبشرى قفذت من فوق بعيرها وقالت : البعير وما عليه لرسول الله ؛ وقيل : إنها هى التى وهبت نفسها لرسول الله قال تعالى : ( وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبى إن أراد النبى أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين ) “2” وكانت آخر أمهات المؤمنين وأخر زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم ” 3 ” فهؤلاء إحدى عشر سيدة تزوج رسول الله بهنَّ وتوفيت منهنَّ إثنتان خديجة وزينب أم المساكين فى حياته وتوفى عن التسع البواقى وأما الإثنتان اللتان لم يبنى بهنَّ رسول الله فواحدة من بنى كلاب وأخرى من كندة

أما السرارى فالمعروف أنه تسرى باثنتان إحداهما مارية القبطية أهداها له المقوقس فأولدها إبراهيم الذى توفى فى حياته صلى الله عليه وسلم فى يوم 28 من شهر شوال سنة 10 هـ 27 يناير سنة 632 م والسرية الثانية هى ريحانة بنت زيد النضرية وكانت من سبايا قريظة فاصطفاها لنفسه ومن نظر إلى حياة رسول الله عرف جيداً أن زواجه بهذا العدد الكثير من النساء فى أواخر عمره بعد أن قضى ما يقارب ثلاثين عاماً من ريعان شبابه مقتصراً على زوجة واحدة شبه عجوز خديجة ثم سودة عرف أن هذا الزواج لم يكن لأجل أنه وجد فى نفسه قوة عارمة من الشبق لا يصبر معها إلا بمثل هذا العدد الكثير من النساء بل كان هناك أغراض أخرى أجل وأعظم من هذا الغرض الذى يحققه عامة الزواج فاتجاه رسول الله إلى مصاهرة أبى بكر وعمر بزواجه من عائشة وحفصة وزوج على رضى الله عنه لابنته فاطمة وتزويج ابنته رقية ثم أم كلثوم لعثمان بن عفان يشير إلى أن الغرض من ذلك توثيق الصلات بالرجال الأربعة الذين عرفهم فى بلاءهم وفدائهم للإسلام فى الأزمات التى مرت به وكان من التقاليد عند العرب إحترام المصاهرة فقد كان الصهر عندهم باباً من أبواب التقرب بين البطون المختلفة وكانوا يرون مناوأة ومحاربة الأصهار سُبة وعار على أنفسهم فأراد رسول الله بزواجه هذا العدد أن يكسر ثورة القبائل للإسلام ويطفئ حدة بغضائها كانت أم سلمة من بنى مخزوم حى أبو جهل وخالد بن الوليد فلما تزوجها رسول الله لم يقف خالد بن الوليد من المسلمين موقف الشدة بأحد بل أسلم بعد مدة غير طويلة طائعاً كذلك أبو سفيان لم يواجه رسول الله بأى محاربة بعد زواجه بابنته أم حبيبة وكذلك لا نرى من بنى المصطلق وبنى النضير أى استفزاز وعداء بعد زواج رسول الله بجويرية وصفية ؛ وهناك نكاح واحد كان لنقض تقليد جاهلى متأصل وهو التبنى حيث كان للمتبنى عند العرب جميع الحرمات والحقوق التى كانت للإبن الحقيقى سواءً بسواء وكانت قد تأصلت هذه القاعدة فى القلوب بحيث لم محوها سهلاً لكن كانت تلك القاعدة تعارض معارضة شديدة للأسس والمبادئ التى أقرها الإسلام فى النكاح والطلاق وغير ذلك من المعاملات وكانت القاعدة تجلب كثيراً من الفاسد والفواحش التى جاء الإسلام ليمحوها عن المجتمع ولهدم تلك القاعدة أمر الله تعالى رسوله أن ينكح ابنة عمته زينب بنت جحش وكانت عشرته صلى الله عليه وسلم مع أمهات المؤمنين فى غاية الشرف والنبل كما كنَّ فى أعلى درجة من الشرف والقناعة والصبر والتواضع والخدمة والقيام بحقوق الزوج “4 ” 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- رجال ونساء حول الرسول 414

2- الأحزاب آية 50

3- حقائق الإسلام 368

4- الرحيق المختوم 437


المزيد في: مختارات

اترك تعليقاً