شرح الكبائر عدل الإمام 2

نماذج من عدل الصحابة

خطب عمر بن الخطاب رضى الله عنه يوماً فقال : ( ألا وإنى والله ما أُرسل عمالى إليكم ليضربوا أبشاركم ولا ليأخذوا أموالكم ؛ ولكنى أرسلهم إليكم ليعلموكم دينكم وسنتكم فمن فعل به سوى ذلك فليرفعه إلىَّ فوا الذى نفسى بيده لأقصنَّه منه فوثب عمرو بن العاص فقال : يا أمير المؤمنين أفرأيت إن كان الرجل من المسلمين على رعيته فأدب بعض رعيته إنك لتقصنَّه منه ؟ قال : إى والذى نفسى عمر بيديه إذاً لأقصنَّه منه أنًّا لا أقص منه وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقص من نفسه ألا لا تضربوا المسلمين فتذلوهم ولا تمنعوهم حقوقهم فتكفروهم ولا تنزلوهم الغياض فتضيعوهم

قال جرير : وأنا أقرب الناس من عمر بن الخطاب ثم قال : أما والله لولا النار ؟ فقال عمر صدق والله لولا النار فقال يا أمير المؤمنين إنى كنت ذا صوت ونكاية فأخبره بأمره وقال : ضربنى أبو موسى عشرين  ؛وحلق رأسى وهو يرى أنه لا يُقتص منه ؛ فقال عمر لأن يكون الناس كلهم على صرامة هذا أحب لى من جميع ما أفاء الله علينا فكتب عمر إلى أبى موسى سلام عليك أما بعد فإن فلان أخبرنى بكذا وكذا فإن كنت فعلت ذاك فى ملاء من الناس ؛ فعزمت لما قعدت له فى ملأ من الناس حتى يقتص منك وإن كنت فعلت ذلك فى خلاء من الناس فاقعد له فى خلاء من الناس حتى يقتص منك ؛ فقدم الرجل فقال له الناس : اعف عنه ؛ فقال : لا والله لا أدعه لأحد من الناس فلما قعد أبو موسى ليُقتص منه رفع الرجل رسه إلى السماء ثم قال : اللهم إنى قد عفوت عنه ؛

وعن المسيب بن درام قال : رأيت عمر بن الخطاب يضرب رجلاً ويقول حمَّلت جملك ما لا يطيق قال : ورأيته مر به سائل وعلى ظهره جراب مملوء طعام فأخذه ونشره للنواضح ثم قال : الآن سل ما بدا لك —– منا قب عمر بن الخطاب رضى الله عنه 71 – 73


المزيد في: مختارات

اترك تعليقاً