افتراء اليهود على الأنبياء ثالثاً سيدنا إبراهيم عليه السلام 1

أسفار اليهود لا تذكر رسل الله على أنهم مجرد آباء قدامى كإبراهيم واسحاق ويعقوب أو على انهم مجرد ملوك كداود وسليمان عليهم السلام إنما تنسب لهم أعمالاً قبيحة تتنافى مع الوضع الذى جعله لهم رب العالمين كما بين ذلك القرآن الكريم من ذلك { ما نُسب إلى سيدنا إبراهيم حين هاجر مع زوجته سارة إلى مصر على أثر ما أصاب بلادهم من جدب فقال إبراهيم عليه السلام لسارة إنك امرأة جميلة ولابد أن يُفتتن بك المصرين وإذا علموا أنك متزوجة فسيقتلون زوجك لتخلصى لهم واتفق معها على أنها أخته ليسلم من ذلك وينال فوق ذلك من الخير الكثير والكثير ولما وصل إلى مصر ووقع نظر طائفة من عِلية القوم عليها وعلموا أنها ليست متزوجة وأنها أخت لإبراهيم أتوا أوصافها إلى فرعون فاستدعاها إلى قصره وجعلها من نسائه وبالغ فى إكرام إبراهيم من أجلها ووهبه قطعان من الغنم والبقر والحمير وعدداً من العبيد والإماء ولقد أُصيب الملك وحاشيته بداء من نوع ما تُصاب به الجماعة إذا ارتُكبت فيها الفاحشة فاستدعى الملك إبراهيم وأنبهه على كذبه فى قرابتها منه وما ترتب على كذبه من معاملة الملك لها كإحدى نسائه مع أنها فى عصمة غيره ثم أصدر الملك قراراً بطرد إبراهيم وزوجه من بلاده بعدما حصله من عافية ومال إذ سمح له الملك بأخذ كل ما وهبه له من العبيد والمال } مقارنة أديان ص 47 قال تعالى : ( فآمن له لوط وقال إنى مهاجر إلى ربى إنه هو العزيز الحكيم ) العنكبوت 26

الرد عليهم 1- إن الناظر لما ورد فى القرآن الكريم وسنة النبي صلى الله عليه وسلم يجد أنهما قد برأ سيدنا إبراهيم مما قاله اليهود والنصارى فنجد فى السنة ما ذكره أبى هريرة عن رسول الله قال : ( إن إبراهيم لم يكذب قط إلا ثلاث كذبات كل ذلك فى ذات الله قوله ” إنى سقيم ” وقوله : ” بل فعله كبيرهم هذا ” وبينما هو يسير فى أرض جبار من الجبابرة إذ نزل منزلاً فأتى الجبار فقيل له إنه قد نزل هنا رجل معه امرأة من أحسن الناس فأرسل إليه فسأله عنها فقال إنها أختى فلما رجع إليها قال إن هذا سألنى عنك فقلت إنك إختى وإنه ليس اليوم مسلم غيرى وغيرك وإنك أختى فلا تكذبين عنده فانطلق بها فلما ذهب يتناولها أخذ فقال : إدعى الله لى و لا أضرك فدعت له فأرسل فذهب يتناولها فأخذ مثلها أو أشد منها فال : إدعى الله لى ولا أضرك فدعت فأرسل ثلاث مرات فدعا أدنى حشمه فقال : إنك لم تأتنى بإنسان ولكنك أتيتني بشيطان أخرجها وأعطها هاجر فجاءت وإبراهيم قائم يصلى فلما أحس بها انصرف فقال مهيم فقالت : كفنى الله كيد الظالمين وأخدمنى هاجر ) البخارى فى كتاب الأنبياء

لونظرت إلى هذه الرواية وما ذكره اليهود فى توراتهم تجد فى هذه الرواية 1- أن سيدنا إبراهيم لم يذهب من تلقاء نفسه إلى مقابلة هذا الجبروت الطاغية وإنما الناس هم الذين أتوا إلى ذلك الطاغية فأخبروه عن سيدنا إبراهيم وزوجته وعادة أن الجبابرة إذا استدعوا أحداً استدعوه بالقوة الطاغية التى لا تعرف حرمة 

2- أن فرعون حاول ضم سارة زوجة سيدنا إبراهيم إلى نسائه بشتى الطرق لكن الله عز وجل قد حفظ لسيدنا إبراهيم زوجته ليكون ذلك آية من الله لسيدنا إبراهيم عليه السلام أما التوراة فقد ذكرت أن سيدنا إبراهيم هو الذى ضم زوجته إلى نساء فرعون فنحن نعلم أن هؤلاء فيهم الدياثة وهذا لا يليق برسل الله تعالى

3- أن النفس المؤمنة تأبى أن يكون فيها من الدياثة التى يزعمها هؤلاء فهى نفس تغار على دينها وعرضها حتى ولو دُفعت الأموال الطائلة ولو كان ثمن ذلك هلاك النفس أمام الجبارين الظالمين الطاغين وإن الإنسان  ليموت دفاعاً عن عرضه أهون عليه أن يعيش فى ذل وانكسار 

4- إن اليهود منذ وجودهم على وجه الأرض لا يعرفون سوى المال وربما يبع البعض منهم أهله من أجل المال

5- لو كان سيدنا إبراهيم يبتغى الدنيا والأموال الطائلة لترك زوجته لفرعون طواعيتة من أجل المال وللأخذ الأموال وعاد ولكنه لم يفعل ذلك ما استطاع سيدنا إبراهيم أن يفعل شيئاً إلا أن يدعوا الله لها فاستجاب الله له ونجى السيدة سارة دون أن يمسها فرعون

6- لم يرد لدينا أن زوجة نبى من الأنبياء زنا بها أحد وإن كان البعض منهن كافرات إلا أنه لم يثبت أن واحدة منهن قد زنت وربما يوهم لبعض تفسير قوله تعال : ( ضرب الله مثلاً للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما ) ربما يظن البعض أنها خيانة العرض ولكنها خيانة الدين


المزيد في: مختارات

اترك تعليقاً