افتراء اليهود على الأنبياء ثالثاً سيدنا إبراهيم عليه السلام ج قصة الذبيح فى التوراة

بالرجوع إلى الكتاب المقدس لأهل الكتاب فى العهد القديم يتبين أنهم ذكروا القصة كما يلى : ( وحدث بعض الأمور أن الله امتحن إبراهيم فقال له يا إبراهيم ها أنا ذا فقال : خذ إبنك وحيدك الذى تحبه إسحاق واذهب إلى أرض المريا وأصعده هناك محرقة على أحد الجبال الذى أقول لك ثم مد إبراهيم يده وأخذ السكين ليذبح ابنه ) وفى نسخة أخرى ترجمت إلى اللغة العربية من ذلك الكتاب نجد النص المذكور ( خذ إبنك بكرك )

الرد عليهم

1- أن سيدنا اسحاق لم يكن هو الوحيد لسيدنا إبراهيم وإنما سبقه فى الوجود إسماعيل عليه السلام ولم يكن هو البكر بل كان إسما عيل عليه السلام هو البكر

2-مما يؤيد أن الذبيح هو اسماعيل عليه السلام ما أورده محمد بن اسحاق بسنده عن محمد بن كعب أنه حدثهم أنه ذكر لعمر بن عبد العزيز وهو خليفة إذ كان معه بالشام استدلاله بقول الله تعالى : ( فبشرناه بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب ) فقال عمر : ( إن هذا الشئ مما كنت أنظر فيه وإنى لأراه كما قلت ثم أرسل إلى رجل كان عنده بالشام كان يهودياً فأسلم وحسن إسلامه وكان يرى أنه من علمائهم فسأله عمر بن عبد العزيز أى بنى إبراهيم أُمر بذبح إبنه فقال إسماعيل والله يا أمير المؤمنين وإن اليهود لتعلم ذلك لكنهم يحسدونكم معشر العرب على أن أباكم الذى كان من أمر الله به فهم يجدون ذلك ويزعمون أنه إسحاق أبوهم ) مختصر بن كثير 3/ 188

3- يدلل المرحوم الشيخ عبد الوهاب النجار على أن الذبيح هو إسماعيل بما ورد فى العهد القديم من أن الذبيح إلذى وصف بأنه ابن إبراهيم لوحيد الذى ليس له سواه إذ سخاوة نفس إبراهيم بولده الوحيد بذبحه إمتثالاً لأمر الله فى منام أدل على غاية الطاعة لأمر الله وهذا هو الإسلام إذ الإستسلام والخضوع لله والطاعة لأوامره ونواهيه وهو دين الله فى الأولين والأخرين وإذا رجعنا إلى إسحاق لم نجده وحيداً لإبراهيم لأنه ولد ولإسماعيل أربع عشرة سنة — كتاب قصص الأنبياء 

وقد تكلم ابن تيمية فى ذلك باختصار 1- أن بكر ابراهيم ووحيده 1هو اسماعيل باتفاق الملل الثلاث

2- أن الله سبحانه أمر إبراهيم أن ينقل هاجر وابنها إسماعيل عن سارة ويسكنها فى تربة مكة لئلا تغار سارة فأمر بإبعاد السرية هاجر وابنها حفاظاً لقلبها فكيف يأمر بذبح ابن سارة ويترك ابن السرية هاجر

3- أن قصة الذبح كانت بمكة ولهذا جعل الله ذبح الهدايا والقرابين بمكة تذكيراً للأمة بما كان من قصة أبيهم إبراهيم مع ولده

4- أن الله بشر سارة بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب فبشر بهما جميعاً فكيف يأمر بعد ذلك بذبح إسحاق

5- أن إبراهيم عليه السلام لم يقدم بإسحاق إلى مكة البتة ولم يفرق بينه وبين أمه وكيف يأمره الله أن يذهب بابن امرأته ليذبحه بموضع ضرتها فى بلدها

6- أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفتخر بقوله : ( أنا ابن الذبيحين ) يعنى إسماعيل عليه السلام وأباه عبد الله بن عبد المطلب — المصدر دراسة تحليلية للكتاب المقدس 16 – 17


المزيد في: مختارات

اترك تعليقاً