دور القرآن فى تربية الشباب

إن القرآن الكريم هو كتاب الله المقدس المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ذلك الكتاب الذى علم الإنسانية كلها الآداب والأخلاق علم الشباب كيف يكونوا رجالاً يدافعون عن دينهم وأوطانهم 0 إن القرآن الكريم الذى يتأمل فيه يجد أن الله تعالى فرض علينا الدفاع عن ديننا وفرض علينا الدفاع عن بلادنا وأموالنا وأعراضنا وانظر إلى الجهاد حين فُرض على المسلمين لم يكن المسلم ليعتدى على إنسان قط وما اعتدى مسلم على غيره منذ أن بعث الله نبيه صلى الله عليه وسلم قال تعالى : ( فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم ) فبين القرآن أن المسلم يرد الإعتداء عن نفسه ولا يعتدى على حرمة من الحرمات وقد ضرب لنا رسول الله الأسوة فى ذلك ظل فى مكة ثلاث عشرة سنة لم يؤمر فيها بقتال ولم يُفرض عليه جهاد فى هذه السنوات كان المسلمين يُعتدى عليهم ويأتون لرسول الله فيقول : اصبروا فإنى لم أومر بقتال ولم يأمر رسول الله بالإعتداء على قريش فتلك هى أخلاق رسول الله وهى أبلغ رد على من يقولون بأن الإسلام يدعوا إلى الإرهاب والتطرف من فئة ضالة من المسلمين نقول لهم : إن من من يصف القرآن بذلك فهذا يدل على جهله بكتاب الله وسًنة رسول الله فانظر إلى النبى صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة المنورة كان من أوائل ما نزل عليه فى المدينة قول الله تعالى : ( أُذن للذين يُقَتَلون بأنهم ظُلموا وإن الله على نصرهم لقدير ) فهذه الآية دالة على أن المُعتَدى عليهم هم المسلمون فمتى اعتدى إنسان على مسلم وجب على المسلم أن يرد ذلك الإعتداء وفى نفس الوقت حرَّم على المسلم أن يعتدى على النفس التى حرَّ الله إلا بالحق ( ولا تقتلوا النفسى التى حرَّم الله إلا بالحق ) وقال أيضاً :  ( ولا تُفسدوا فى الأرض بعد إصلاحها ) وانظر فى هدى رسول الله لما كان يرسل أتباعه يرسلهم بالدعوة إلى الله عز وجل وأن يدعواالناس إلى عبادة الله لا يحمل عليهم سيفاً وفى كل غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم من بدر حتى وفاة رسول الله لم يعتدى رسول الله على المشركين بل كانوا هم من يأتون إلى المدينة مقام رسول الله ليحاربوا رسول الله بها وانظر إلى التتار لما دخلوا بلاد المسلمين كم قتلوا من المسلمين وكذا الصليبيون وما فعلوه فى بلاد الإسلام ولم يقل أحد عنهم أنهم إرهابيون أبداً؛ وانظر إلى الحرب العالمية الأولى والثانية قامت مع من ؟ ومن القاتل فيها ومن المقتول ؟ قامت بين بلاد الغرب فيما بين بعضهم البعض وقُتل فيها الكثير من المسلمين ظُلماً وعدوانا ولم توصف هذه الحروب أنها اعتداء على النفس البشرية التى حرم الله عز وجل وإذا كان الإسلام قد أمر بالدفاع عن النفس فأمر المسلم أن يدعوا إلى السلام بين الناس فقال تعالى : ( وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله ) تلك هى أخلاق القرآن التى ربى عليها القرآن الكريم شباب هذه الأمة

والقرآن الكريم لم يكن سبباً فى تخلف المسلمين بل كانت دعوته إلى العلم ( أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خُلقت ) ولكن السبب الحقيقى فى تخلف المسلمين هو الإستعمار وما فعلوه فى بلاد المسلمين

القرآن الكريم ودعوة الشباب إلى الأخلاق الحسنة

إننا إذا ربينا الشباب على منهج خلاف منهج القرآن الكريم نجد الشباب يضل لماذا لأنهم لا هادى لهم وأنه يدور فى غيابات الحيرة والجهل لذلك جعل الإسلام للشباب منزلة عظيمة فتجد سلوك الشاب يتجه إلى أحسن الأخلاق وأقومها ومن هؤلاء الشباب معاذ ومعوذ إبنا العفراء دافعا عن دين الله عزوجل فقتلوا أبا جهل فى غزوة بدر الكبرى وانظر إلى سيدنا بلال وهو عبد حبشى كان فى قريش لا قيمة له فأعلى شأنه الإسلام وسيدنا صهيب الرومى وغيرهم بل أصبحوا سفراء منهم من يقف امام الملوك ليعلوا كلمة الله عز وجل ومنهم سيدنا جعفر بن أبى طالب رضى الله عنه وموقفه أمام النجاشى ملك الحبشة وأسلم على يديه النجاشى إنهم شباب تزودوا بالقرآن وبالأخلاق والقيم النبيلة لكن ماذا قدمنا نحن لأبنائنا وبناتنا فى زمن يُعتدى فيه على الإسلام والقرآن وعلى رسول الله ومن من يصدق هؤلاء المعتدين ويظن بأنهم يريدون لنا الخير ووالله ما أرادوا لنا إلا الذلة والمهانة لكن لا عز لنا إلا بالقرآن ولا مكانة لشبابنا إلا بالقرآن الكريم 


المزيد في: مختارات

اترك تعليقاً