افتراء اليهود على الأنبياء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم 8

امرأة شاء الله تعالى أن يرزقها شرفاً وعزاً ما بعده عز وصارت أماً للمؤمنين وتزوجها رسول الله وكانت ذات فضل على أهلها فمن هى ؟

إنها جويرية بنت الحارث بن أبى ضرار بن حبيب بن عائذ بن مالك بن جزيمة وهو المصطلق بن سعد بن عمرو بن ربيعة بن حارثة بن عمرو وهو أبو خزاعة كلها الخزاعية المصطلقية كانت تحت مسافع بن صفوان المصطلق

سُبيت يوم المريسع ” غزوة المصطلق ” وكانت سنة خمس أو ست فوقعت فى سهم ثابت بن قيس أو ابن عم له فكاتبة فجاءت رسول الله تستعينه فى فك نفسها ثم إن رسول الله قال لها : ( أو خير من ذلك أؤدى كتابك وأتزوجك ؟ قالت : نعم ) فتزوجها رسول الله فصارت أماً للمؤنين ولما علم الناس بزواج رسول الله قالوا أصهار رسول الله فأطلقوا الأسارى من بنى المصطلق فكانت امرأة عظيمة البركة على أهلها لم تعرف امرأة لها بركة على أهلها مثل أم المؤمنين جويرية عليها السلام “1 ” ومع أن زواج رسول الله بهذه الأسيرة بنت سيد قومها والذى جاءته ضارعة مذعورة مما يمكن أن تتعرض له من الذل من بعد عز فإذا هو يرحمها بالزواج ثم يتيح لها الفرصة لأن تعلن إسلامها وبذلك تصبح واحدة من أمهات المؤمنين 

يقول الكائدون : ” إنه نظر إليها ” وأقول أما أنه نظر إليها فهذا لا يعيبه وربما كان نظره إليها ضارعة مذعورة هو الذى حرك فى نفسه صلى الله عليه وسلم عاطفة الرحمة التى كان يأمر بها بمن فى مثل حالها ويقول : ( إرحموا عزيز قوم ذل ) فرحمها وخيرها فاختارت ما يحميها من هوان الأسر ومذلة الأعزة من الناس على أن النظر شرعاً مأذون به عند الإقدام على الزواج كما فى هذه الحالة وكما أمر به صلى الله عليه وسلم أحد اصحابه عند الرغبة فى الزواج قائلاً له : ( انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما ) وقد توفيت فى دولة بنى أمية وصلى عليها عبد الملك بن مروان وهى فى السبعين من  العمر رضى الله عنها “2 ”

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- رجال ونساء حول الرسول 420 

2- حقائق الإسلام 363


المزيد في: مختارات

اترك تعليقاً