افتراء اليهود على الأنبياء أولاً سيدنا آدم 3

يقول اليهود فى توراتهم المحرفة { ولما قدم الإله نحو آدم وحواء مخترقاً طرق الجنة وسمعا صوته وحركته فى أثناء سيره اختبئا حتى لا يراهما عريانين وأخذا يخصفان على عوريتهما من ورق الجنة فناداهما ربهما وأخذ يستجوبهما واستنتج من فعلتهما أنه لابد أن يكونا قد أكلا من شجرة المعرفة وأن ذلك قد جعلهما يعرفان حقيقة أمرهما وأنه قد أصبح لزاماً أن يطردا من الجنة حتى لا تمتد يده إلى الشجرة الأخرى شجرة الخلد فيكفل لنفسه المعرفة والبقاء } مقارنة أديان

الرد 1- قولهم ” لما قدم الإله نحو آدم وحواء ” تجد فى معنى هذا الكلام أنهم يجسدون الله عز وجل إذ القادم لشخص لابد وأن يكون مجسداً مثله والله عز وجل منزه عن التجسيد منزه عن القدوم

2- قولهم : ” مخترقاً طرق الجنة ” تجد أنها تؤيد التجسيد فى مفهوم بني إسرائيل وهو أيضاً باطل على الله عز وجل وكل من كان وصفه هكذا فشأنه أنه مخلوق وليس خالق 

3- قولهم : ” وسمعا صوته وحركته فى أثناء سيرهوقولهم : ” واختبئا حتى لا يراهما عريانين ” يصفون الله تعالى كأنه مخلوق مثل باقى المخلوقات سمعه محدود وصوته محدود يسير كأنه مخلوق مثلهم والله عز وجل منزه عن ذلك فإن سمع الله لا حدود له وبصره لا حدود له منزه عن الصعود والنزول منزه عن القدوم وغيره وعن الإختراق وعدمه وعن السير وعدمه ينظر إلى المخلوقات كلها فى وقت واحد

4- قال تعالى : ( الرحمن على العرش استوى ) هو على عرشه يدبر الأمور كلها وليس فى حاجة إلى المشي لكى يعرف أخبار عباده وإنما علم فى علمه الأزلى أخبار عباده

5- أن الله عز وجل ذكر لنا هذه القصة فى القرآن فقال تعالى : ( وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغداً حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين )

6- قولهم : ” واستنتج من فعلتهما أنه لابد أن يكونا قد أكلا من الشجرة ” كلمة الإستنتاج لا تكون إلا بعد الإنتهاء من عمل معين وهو من الأمور الحادثة ” أى المخلوقة ” وكأنه لم يسبق فى علم الله أن آدم سيأكل من الشجرة وهذا باطل لأن الله عز وجل سبق فى علمه أن آدم عليه السلام سوف يأكل منها

7- أما اسم الشجرة فلم يحدده الله عز وجل لكن اختلف فيها المفسرون قال بن عباس هى السُنبلة وقال أيضاً : هى الكرم وقال بن جرير : والصواب فى ذلك أن يُقال إن الله عز وجل نهى آدم وزوجته عن أكل شجرة بعينها من أشجار الجنة دون تعين ولا علم عندنا بأى شجرة كانت وليس هناك دليل لا فى القرآن ولا فى النسة وقيل شجرة التين وجائز أن تكون واحدة من ذلك وقال علم إذا عُلم لم ينفع العالم به علمه وإن جهله جاهل لم يضره جهله والله أعلم — مختصر بن كثير 1 / 55

8- إن وجود سيدنا آدم فى الجنة كان مؤقتاً وليس أبدى ليتعلم أسماء الأشياء

9- أما أكل آدم من الشجرة كان ابتلاءً من الله عز وجل

10 – أن الله عز وجل كتب على عباده الفناء فى علمه الأزلى

هذا والله أعلم  


المزيد في: مختارات

اترك تعليقاً