ماذا قالوا عن الأنبياء ؟ سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم 1

وصف اليهود النبي صلى الله عليه وسلم بأنه مزواج وأنه رجل محبب إليه النساء ؛ ولو نظرت إلى زواج النبي صلى الله عليه وسلم لوجدت أنه كان لأسباب أخرى وأول زوجة له هى السيدة خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصى بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر

أما أمها : فاطمة بنت زائدة بن الأصم بن رواحة بن حجر بن عبد معيص بن عامر بن لؤى بن غالب بن فهر وأم فاكمة هالة بنت عبد مناف بن الحارث بن عمرو بن منقذ بن عمرو بن معيص بن لؤى بن غالب بن فهر “1” كانت خديجة مثلاً بين النساء فى مكة فى الجمال والشرف وطهارة النفس وكانت كثيرة المال وافرة الثراء لها تجارة واسعة ترسلها إلى الأسواق مع ما ترسله قريش من قوافلها وكانت قافلتها أحياناً تعدل قوافل قريش بأجمعها وكانت تستأجر الرجال من أهل مكة ليتجروا لها فتختار لذلك من تثق به وتطمئن إليه على نصيب معين من الأجر تدفعه لهم ؛ وكانت خديجة تعرف رسول الله وتلاحظه منذ نشأته لأنه من بنى عمومتها يلتقى نسبهما معاً فى قصى بن كلاب وكان قلبها يهفو إليه وعينها تتبعه كلما مر غادياً أو رائحاً ؛ وكان يروقها منه خلقه القوى وطبعه الرضى وسمته المعجب فلما اكتمل شبابه واستوى عوده رغبت إليه فى أن يخرج فى مالها تاجراً فقبل منها ذلك وأخذ يتجر لها فى أسواق مكة وما حواليها وكان يشاركه فى ذلك رجل آخر لعله السائب بن أبى السائب وكانت خديجة تكرمهما وتحفهما بألطافها كلما حضروا إليها ؛ عن معمر عن الزهرى قال : لما استوى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبلغ أشده وليس له مال كثير استأجرته خديجة إلى سوق حباشة وهو سوق بتهامة واستأجرت معه رجلاً آخر من قريش قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما رأيت من صاحبة أجير خير من خديجة ما كنا نرجع أنا وصاحبى إلا وجدنا عندها تحفة من طعام تُخبئه لنا ) “2” وحينما بلغ رسول الله خمساً وعشرين سنة رغبت خديجة فى أن يكون هو الذى يسافر بتجارتها إلى الشام ولكنها كانت تعلم أن عمه أبا طالب حريص أشد الحرص على ألا يبعد كثيراً عن مكة وأنه منذ سافر به إلى الشام وهو غلام والتقى به راهب بصرى فوصاه أن يرجع به إلى مكة وحذره من اليهود وبشره بما سيكون له من الشأن ؛ فأخذت تتلطف به حتى أقنعت أبا طالب بأن يأذن لابن أخيه فى الرحلة إلى الشام مع غلامها ميسرة على أن تعيه ضعف ما تعطى رجلاً من قومه ؛ وكانت سنون جدبة وأزمة شديدة ؛ فلم يلبث أبو طالب أن استجاب وعرض على بن أخيه أن يذهب فى تجارة خديجة إلى الشام فقبل رسول الله ما عرضه عليه عمه وانطلقت القالفة تسير فى الصحراء المترامية وتمعن فى دروبها الوعرة والشمس ترسل أشعتها وتلهب الأجسام كلما أعياها السير وأجهدها الحر نزلت منزلاً لتستريح حتى إذا كانت فى أحد المنزل مرة نزل رسول الله فى ظل شجرة قريبة من صومعة راهب فاطلع الراهب إلى ميسرة فقال : من هذا الرجل الذى نزل تحت هذه الشجرة ؟ فقال ميسرة : هذا الرجل من قريش من أهل الحرم فقال الراهب : ما نزل تحت هذه الشجرة إلا نبي ؛ ووصلت القافلة إلى الشام وباع رسول الله سلعته التى خرج بها واشترى ما أراد ثم أقبل قافلاً إلى مكة ومعه ميسرة فلما قدم  على خديجة باعت ما جاء به فربحت ضعف ما كانت تربح وأضعف رسول الله ما سمت له وحدث ميسرة سيدته بما رأى من إرهاصات النبوة وبما رأى من رسول الله أثناء رحلته من كرم الخلق وصدق الوفاء وحسن الصحبة وعظم الأمانة وبما لم ير مثله من صاحبه قط فى أثناء رحلته ” 3″

لو نظرت إلى قصة زواج رسول لوجدت أنه لم يتزوج إلا بعد أن بلغ الخامسة والعشرين من عمره والثابت أيضاً أن الزواج المبكر كان من اعراف المجتمع الجاهلى رغبة فى الإستكثار من البنين ليكونا عزاً ومنعة بين القبائل ؛

2- ومن فى سيرته اشتهاره بالإستقامة والتعفف عن الفاحشة والتصريف الشائن الحرام للشهوة رغم إمتلاء المجتمع الجاهلى بشرائح من الزانيات اللاتى كانت لهنَّ بيوت يستقبلنّ فيها الزناة ومع هذا لم يعرف رسول الله إلا التعفف والطهارة بين قرنائه “4”

3- أن السيدة خديجة أفضت بسرها إلى صديقتها ” نفيسة بنت أمية ” فذهبت إلى رسول الله ووجهته بلطف إلى الطاهرة وكانت به رغبة فيها لكنه لم يجد ما يتزوج به فلما كان ذلك خطبها رسول الله “5”

4- أنه صلى الله عليه وسلم بعد زواجه منها دامت عشرته لها طيلة حياتها ولم يتزوج عليها حتى مضت عن دنياه إلى رحاب الله وقضى معها رضى الله عنها زهرة شبابه وكان له منها أولاد

5- قال عنها رسول الله : ( صدقتنى إذ كذبنى الناس وأعانتنى بمالها ) بل كان لا يكف عن الثناء عليها والوفاء لذكراها والترحيب بمن منَّ من صديقاتها حتى أثار ذلك غيرة السيدة عائشة رضى الله عنها “6”

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- السيرة النبوية لابن هشام 1 / 98

2- صور من حياة الرسول 85

3- صور ومواقف من حياة الرسول 86 – 87

4- حقائق الإسلام وأباطيل خصومه وزارة الأوقاف المصرية 353

5- رجال ونساء حول الرسول 354

6- حقائق الإسلام 354


المزيد في: مختارات

اترك تعليقاً