من معانى سورة القلم 5

قال تعالى : ( إن للمتقين عند ربهم جنات النعيم ) لما ذكر الله تعالى حال أهل الجنة الدنيوية وما أصابهم فيها من النقم حين عصوا الله وخالفوا أمره بين أن من اتقاه وأطاعه فى الدار الأخرة جنات النعيم التى لا تبيد ولا تفزع ( أفنجعل المسلمين كالمجرمين ) أى أنساوى بين هؤلاء وهؤلاء فى الجزاء كلا ورب الأرض والسماء : ( ما لكم كيف تحكمون ) أى كيف تظنون ذلك ( أم لكم كتاب فيه تدرسون 0 إن لكم فيه لما  تخيرون ) أى أفبأيديكم كتاب منزل من السماء تدرسونه وتحفظونه وتتدولونه بنقل الخلف عن السلف متضمناً حكماً مؤكداً كما تدعون ( إن لكم فيه لما تخيرون 0 أم لكم أيمان علينا بالغة إلى يوم القيامة إن لكم لما تحكمون ) أى معكم عهود منا ومواثيق مؤكدة ( إن لكم لما تحكمون ) أبى سيحصل لكم ما تريدون ( سلهم أيهم بذلك زعيم ) قال بن عباس : أيهم بذلك كفيل ( أم لهم شركاء ) أى من الأصنام والأنداد ( فليأتوا بشركائهم إن كانوا صادقين 0 يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود ) يعنى يوم القيامة وما فيه من أهوال وزلازال والبلاء والإمتحان

عن أبى سعيد الخدرى قال سمعت رسول الله يقول : ( يكشف ربنا عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة ويبقى من كان يسجد رياءاً وسمعة فيذهب ليسجد فيعود ظهره طبقاً واحداً ) رواه البخارى ( يوم يكشف عن ساق ) وهو يوم القيامة يوم كرب وشدة

قال بن جرير : عن أمر عظيم

وقال مجاهد :شدة الأمر

وقال بن عباس شدة الساعة تكون يوم القيامة

وقال مجاهد شدة الأمر وجده

قال بن عباس : هو الأمر الشديد الفظيع من الهول يوم القيامة

قال العوفى : حين يكشف الأمر وتبدوا الأعمال ( خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة ) فى الأخرة بتكبرهم وإجرامهم فى الدنيا فعوقبوا بنقيض ما كانوا عليه ولما دعوا إلى السجود فى الدنيا امتنعوا مع صحتهم وسلامتهم كذلك عوقبوا بعدم قدرنهم عليه فى الأخرة غذا تجلى الرب عز وجل فيسجد له المؤمنون ولا يستطيع الكافرون والمنافقون أن يسجدوا بل يعود ظهر أحدهم طبقاً واحداً كلما أراد أن يسجد أحدهم خر لقفاه عكس السجود كما كانوا فى الدنيا بخلاف ما عليه المؤمنون ( فذرنى ومن يكذب بهذا الحديث ) يعنى القرآن ( سنستدرجهم من حيث لا يعلمون ) اى لا يشعرون ويعتقدون أن ذلك كرامة وهو فى نفس الأمر إهانة ( وأملى لهم إن كيدى متين ) أى أُأخرهم وأنظرهم وأمرهم وذلك من كيدى ومكرى ( إن كيدى متين ) أى عظيم لمن خالف أمرى وكذب رسلى واجترأ على معصيتى

عن ابن مسعود قال : قال رسول الله : ( إياكم والمعاصى إن العبد ليذنب الذنب فيحرم به رزقاً قد كان هيئ له ) ( فاصبر لحكم ربك ) اصبر يا محمد على أذى قومك لك وتكذيبهم فإن الله سيحكم لك عليهم ويجعل العاقبة لك عليهم ويجعل العاقبة لك ولأتباعك فى الدنيا والأخرة ( ولا تكن كصاحب الحوت ) يعنى ذا النون وهو سيدنا يونس عليه السلام حين ذهب مغضباً على قومه كان من أمر ركوبه البحر والتقام الحوت له وشرود الحوت فى البحر وظلمات اليم وسماعه تسبيح البحر فحينئذ نادى فى الظلمات ( أن لا إله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين ) قال هاهنا ( إذ نادى وهو مكظوم ) قال بن عباس مغموم وقال عطاء مكروب ( فاجتباه ربه فجعله من الصالحين ) قال رسول الله ( لا ينبغى لأحد أن يقول أنا خير من يونس بن متى ) رواه البخارى ( ليزلقونك ) لينفذونك ( بأبصارهم ) يحسدونك لبغضهم إياك لولا وقاية الله لك وحمايته إياك منهم وفى الآية دليل على أن العين حق  


المزيد في: مختارات

اترك تعليقاً