من معانى سورة الحاقة

قال تعالى : ( الحاقة 0 ما الحاقة – وما أراك ما الحاقة  ) الحاقة اسم من أسماء يوم القيامة فيها يتحقق الوعد و الوعيد ثم ذكر الله تعالى إهلاكه للأمم المكذبة فقال : ( كذبت ثمود وعاد بالقارعة ) القارعة اسم من أسماء يوم القيامة ( فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية ) وهى الصيحة التى أسكتتهم

قال قتادة : الطاغية الصيحة 

وقال مجاهد الذنوب ؛ وقيل : الطغيان

وقال السدى : يعنى عاقر الناقة ( وأما عاد فأُهلكوا بريح صرصر ) أى باردة ( عاتية ) أى شديدة الهبوب قال قتادة : نقبت عن قلوبهم وقيل : عتت عليهم بغير رحمة ولا بركة ( سخرها عليهم ) أى سلطها عليهم ( سبع ليالٍ وثمانية أيام حسوما ) أى كوامل متتابعات قاله بن عباس ( فى أيام نحسات )

قال الربيع كان أولها يوم الجمعة وقال غيره الأربعاء ويقال أنها التى تسميها الناس الأعجاز ( فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية ) قيل : لأنها تكون فى عجز الشتاء ويقال : أيام العجوز لأن العجوز من قوم عاد دخلت سرباً فقتلتها الريح فى اليوم الثامن ( خاوية ) قال بن عباس : خربة وقال غيره : أى جعلت الريح تضرب بأحدهم الأرض فيخر ميتاً على أم راسه فينشدخ رأسه وتبقى جثته هامدة كأنها نخل ( فهل ترى لهم من باقية ) أى هل تحس منهم من أحد من بقاياهم أو ممن ينتسبون إليهم بل بادوا عن آخرهم ولم يجعل الله لهم خلفاً ( وجاء فرعون ومن قبله والمؤتفكات بالخاطئة ) أى ومن عنده ممن فى زمانه من أتباعه من كفار القبط ( والمؤتفكات ) وهم الأمم المكذبة بالرسل ( بالخاطئة ) أى بالمعصية وقال مجاهد : بالخطايا ( فعصوا رسول ربهم ) أى كل كذب رسول الله إليهم ( فأخذهم أخذة رابية ) أى عظيمة شديدة أليمة قال السدى : مهلكة ( إنا لما طغى الماء ) أى زاد على الحد بإذن الله وارتفع على الوجود وذلك بسبب دعوة نوح على قومه حين  كذبوه وعبدوا غير الله فاستجاب الله دعوته وعم أهل الأرض بالطوفان إلا من كان مع نوح فى السفينة ( حملناكم فى الجارية ) لم ينزل شئ من الريح إلا بكيل على يد ملك إلا يوم عاد فإنه أذن لها دون الخُزان ( حملناكم فى الجارية ) السفينة الجارية على وجه الماء ( لنجعلها لكم تذكرة وتعيها أُذن واعية ) قال بن عباس : حافظة سامعه وقال قتادة عقلت عن الله فانتفعت بما سمعت من كتاب الله ( فإذا نُفخ فى الصور نفخة واحدة ) يقول تعالى مخبراً عن أهوال يوم القيامة وأول ذلك نفخة الفزع ثم يعقبها نفخة الصعق حين يصعق من فى السماء والأرض ثم بعدها نفخة القيامة لرب العالمين والبعث والنشور قال الربيع : هى النفخة الأخيرة ( وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة ) أى فمُدت مد الأديم العكاظى وتبدلت الأرض غير الأرض ( فيومئذ وقعت الواقعة ) أى قامت القيامة ( وانشقت السماء فهى يومئذ واهية ) تنشق السماء من المجرة ( والملك على أرجائها )يقول على ما استدق من السماء ينظرون إلى أهل الأرض ( ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية ) يوم القيامة يحمل العرش ثمانية من الملائكة ويحتمل أن يكون المراد بهذا العرش العرش العظيم أو العرش الذ يوضع فى الأرض يوم القيامة لفصل القضاء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أُذن لى أن أُحدثكم عن ملك من حملة العرش بُعد ما بين شحمة أُذنه وعنقه مخفقة الطير سبعمائة عام ) إسناده جيد رواه أبو داود ؛ عن عبد الله بن عمرو قال : حملة العرش ثمانية ما بين موق أحدهم إلى مؤخرة عينه مسير مائة عام 

قال سعيد بن جبير ثمانية صفوف من الملائكة ( يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يعرض الناس يوم القيامة ثلاث عرضات فأما عرضتان فجدال ومعاذير وأما الثالثة فعند ذلك تطير الصحف فى الأيدى فآخذ بيمينه وآخذ بشماله ) رواه بن ماجة والترمذى  


المزيد في: مختارات

اترك تعليقاً