شرح الكبائر ” الزنا 1 “

إن الإسلام دائما يسعى إلى إغلاق كل باب يأتى على الإنسانية بما يشوه صورة الإنسان التى تتنافى مع التكريم الذى كرم الله به الإنسان والتفضيل الذى فُضل به على غيره من المخلوقات ولما كانت الغريزة الفطرية من أقوى الغرائز فى جسد الإنسان مفطور عليها فقد شرع الله للقضائها الزواج وسهل له أمورها ولما كانت النفس المؤمنة راضية بهذا النوع أطاعت ربها وسلكت المسلك الأخر كان التحذير من الله عز وجل لهذه النفس حتى لا تقع فى طيات المهلكات فكان الزجر والتحذير من إتيان هذا الطريق ولما انتشرت الموبقات فى الجاهلية فانطلقت الغرائز بلا حدود مانعة عن الفساد وأرخى العباد للنزوات والشهوات العنان فلم يعصم الناس قانون ولا ردتهم عن الإباحية مُثل وأخلاق وقد رأوا الدنيا أمامهم مليئة بالمفاتن والمغريات جاء القرآن الكريم بالوعيد بالعقاب فى الأخرة وتوعدهم المولى بأشد العذاب ولكن الأخرة أمرها غيب عن  الناس فلم يتصوروا الإحاطة بهم فى النار شرع الله عقوبات فى الدنيا يرونها رأى العين ويشاهدونها فيأخذهم الخوف منها إلى السلوك الطاهر العفيف —- التدرج بين التشريع والدعوة 71 

من هذه العقوبات 1- الجلد مائة جلدة للزانى غير المحصن ” أى غير المتزوج ” قال تعالى : ( الزانية والزانى فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ) النور 12 ولقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( خذوا عنى البكر بالبكر جلد مائة ونفى سنة والثيب بالثيب جلد مائة والرجم ) أجمع العلماء على وجوب جلد الزانى البكر ورجم المحصن وهو الثيب ولم يخالف فى هذا أحد من أهل القبلة إلا ما حكاه القاضى عياض وغيره عن الخوارج وبعض المعتزلة فإنهم لم يقولوا بالرجم واختلفوا فى جلد الثيب مع الرجم فقالت يجب الجمع بينهما فيجلد ثم يُرجم وبه قال على رضى الله عنه والحسن البصرى وقال جمهور العلماء الواجب الرجم وحده وحكى القاضى عياض عن طائفة من أهل الحديث أنه يجب الجمع بينهما إذا كان الزانى ثيباً فإن كان شاباً اقتصر على الرجم وهذا مذهب باطل 

عن بن عباس قال : ( قال عمر بن الخطاب : وهو جالس على منبر رسول الله إن الله قد بعث محمداً بالحق وأنزل عليه الكتاب فكان مما نزل آية الرجم قرأناها ووعيناها وعقلناها فرجم رسول الله ورجمنا بعده فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل ما نجد الرجم فى كتاب الله حق على من زنا إذا أُحصن من الرجال و النساء إذا قامت البينة أو كان الحَبَل أو الإعتراف ) مسلم 1691


المزيد في: مختارات

اترك تعليقاً