افتراء اليهود على الأنبياء تاسعاً سيدنا عيسى عليه السلام 3

يقول اللورد ماكولى الإنجليزى : ( ولطالما أذن فينا التاريخ ببيان ما أدخل اليهود قديماً فى دينهم من البدع مستمسكين بما أملاه عليهم خيالهم الفاسد من ضرورة أن يكون لهم إله ملموس محسوس يقصدونه بالعبادة والإجلال فجاء المسيح وأخذ يُعلم الناس ويدعوهم إلى ما جاء به من الدين فمنهم من آمن ومنهم من كفر ولم يسلم تابعوا المسيح من النصارى أن يصيبهم فى إيمانهم ما أصاب اليونان والفرس وغيرهم من قبلهم فتمثل الإله له فى صورة آدمى مشى بينهم وشاركهم فى أغراضهم وما يعتريهم من الإنحلال والإضمحلال كما كان يبكى على القبور وينام فى الحظائر ثم صُلب حتى سال دمه على أعواد الصليب فظهروا بذلك للعالم فى لباس جديد من الوثنية ثم كان لهم من القسيسين والرهبان بعد ذلك لفيف من الألهة على مثال ما كان لليونان وكذلك اتخذوا العذراء وسيلسيا وغيرهما آلهة الجمال وفنون الأدب كما كانت الزهرة وسبع كواكب أخرى إلاهات لدى اليونان وهلم جرا ) خاتم الأنبياء 35 -36

لو نظرت إلى قول الله تعالى : ( بديع السماوات والأرض أنَّ يكون له ولد ولم تكن له  صاحبة وخلق كل شئ وهو بكل شئ عليم ) سورة الأنعام تجد أن هذه الآية وغيرها التى جاءت للرد على من أله المسيح أو جعلوه إبناً لله تفيد أمور منها

أ- أنه لا يتصور أن يكون الشئ خالقاً ومخلوقاً فى آن واحد ثم كيف يتصور أن الله تعالى ينزل فى جسد إنسان أو يرتدى جسد إنسان أو يكون فى ثوب إنسان أو يكون فى صورة إنسان والله تعالى ليس حادثاً ولا يشبه الحوادث وليس جوهراً ولا عرضاً قال تعالى ( ليس كمثله شئ وهو السميع البصير ) سورة المائدة

ب- أن الوجود كله والكون كله وجميع المخلوقات ملك لله ومقهورة تحت سلطانه ولا تتفق النبوة مع الملكية

ج- أن الإبن فى الغالب لابد أن يشبه أباه وقلنا أن الله ليس حادث ولكن عيسى حادث فكيف يتصور أن يأتى حادث يشبه غير الحادث

د – أن المولود يجب أن يكون من ذكر وأنثى والذكر والأنثى يجب أن يكونا من نوع واحد متقاربين ومريم مخلوقة وحادثة والله تعالى ليس حادثاً وليس مخلوقاً ( قل هو الله أحد – الله الصمد – لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ) سورة الإخلاص ويقول تعالى فى الحديث القدسى ( كذبنى بن آدم ولم يكن له ذلك وشتمنى ولم يكن له ذلك فأما تكذيبه إياى فقوله لن يعيدنى كما بدأنى وليس أول الخلق بأهون على من إعادته وأما شتمه إياى فقوله إتخذ الله ولدا وأنا الأحد الصمد لم ألد ولم أُلد ولم يكن لى كفواً أحد ) الأحاديث القدسية 1 / 33 وكذلك مدخل لدراسة المسيح د / فتحى السعدنى


المزيد في: مختارات

اترك تعليقاً