نهج البُردة فى مولد النبى صلى الله عليه وسلم 1

جاءت لدعوته الأشجار ساجدة تمشى إليه على ساق بلا قدم

كأنما سطرت سطراً لما كتتبت فروعها من بديع الخط باللقم

مثل الغمامة أنى سار سائرة تقيه حر وطيس الهجير حمِ

أقسمت بالقمر النشق إن له من قلبه نسبة مبرورة القسم

وما حوى الغار من خير ومن كرم وكل طرف من الكفار عنه عمى

فالصدق فى الغار والصديق لم يرما وهم يقولون ما بالغار من اَرِمِ

ظنوا الحمام وظنوا العنكبوت على خير البرية لم تنسج ولم تحم

وقاية الله أغنت عن مضاعفة من الدروع وعن عال من الأُطُم

ما سمنى الدهر ضيماً واستجرت به إلا ونلت جواراً منه لم يُضم

ولا التمست غنى الدارين من يده إلا استلمت الندى من خير مستلم

لا تنكر الوحى من رؤياه إن له قلباً إذا نامت العينان لم ينم

وذاك حين بلوغ من نبوته فليس ينكر فيه حال محتلم

تبارك الله ما وحى بمكتسب ولا نبى على الغيب بمتهم

كم أبرأت وصباً باللمس راحته وأطلقت أرباً من رِبٌقة اللمم

و أحيت السنة الشهباء دعوته حتى حكت غُرة فى الأعصر الدهم

بعارض جاد أو دخلت البطاح بها سيب من اليم أو سيل من العرم


المزيد في: مختارات

اترك تعليقاً