من معانى سورة الملك 4

قال تعالى : ( أأمنتم من فى السماء أن يخسف بكم الأرض ) هذا من لطف الله ورحمته بخلقه أنه قادر على تعذيبهم بسبب كفر بعضهم وعبادتهم معه غيره وهو مع هذا يحلم بهم ويصفح عنهم ويؤجل لهم ولا يعجل (  فإذا هى تمور ) أى تذهب وتجئ وتضطرب ( أم أمنتم من فى السماء أن يرسل عليكم حاصباً) ريح حصباء تدمغكم ( فستعلمون كيف نذير ) أى كيف يكون إنذارى وعاقبة من تخلف عنه وكذب به ( ولقد كذب الذين من قبلهم  ) أى الأمم السابقة والقرون الخالية ( فكيف كان نكير ) أى فكيف إنكارى عليهم ومعاقبتى لهم ( أولم يروا إلى الطير فوقهم صافات ) يصففنَّ أجنحتهنَّ فى الهواء وتارة تجمع جناحها ( ما يمسكهنَّ ) فى الجو ( إلا الرحمن ) أى بما سخر لهنَّ من الهواء من رحمته ولطفه ( إنه بكل شئ بصير ) أى بما يصلح كل شئ من مخلوقاته ( أمن هذا الذى هو جندُُ لكم ينصركم من دون الرحمن ) أى ليس لكم ممن دونه من ولى ولا واق ولا ناصر لكم غيره ( إن الكافرون إلا فى غرور 0 أمن هذا الذى يرزقكم إن أمسك رزقه ) أى من هذا الذى إذا قطع الله عنكم رزقه فمن يرزقكم بعده أى لا أحد يعطى ويمنع ويرزق وينصر إلا الله وهم يعلمون ذلك ومع هذا يعبدون غيره ( لجوا ) أى استمروا فى طغيانهم وإفكهم ( فى عتو ونفور ) أى فى معانده واستكبار ونفور عن الحق لا يسمعون له ( أفمن يمشى مكباً على وجهه أهدى أمن يمشى سوياً على صراط مستقيم ) ضرب مثل لللمؤمن والكافر فالكافر يمشى على وجهه ولا يدرى أى مسلك يسلك ( أمن يمشي سوياً ) أى منتصب القامة ( على صراط مستقيم ) أى طريق واضح بين فى نفسه مستقيم ( قل هو الذى أنشأكم وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة ) أى العقول والإدراك ( قليل ما تشكرون ) أى قلما تستعملون هذه القوى فى طاعته وامتثال أمره ( قل هو الذى ذرأكم فى الأرض وإليه تحشرون ) أى يبثكم فيها وينشركم فى أرجائها مع اختلاف ألوانكم والسنتكم ( وإليه تحشرون ) أى تجمعون بعد الشتات ( ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين ) أى متى الإجتماع بعد التفريق ( قل إنما العلم عند الله ) أى لا يعلم وقت ذلك إلا الله ( فلما رأوه زلفة ) لما قامت القيامة وشاهدها الكفار ورأو أن الأمر قريب ( سِيئت وجوه الذين كفروا وقيل هذا الذى كنتم به تدعون ) أى تستعجلون ( قل ) يا محمد لهؤلاء المشركين ( أرأيتم إن أهلكنى الله ومن معى أو رحمنا فمن يُجير الكافرين من عذاب أليم ) أى خلصوا أنفسكم فإنه لا منقذ لكم من الله إلا التوبة والإنابة والرجوع إلى دينه ولا ينفعكم ما تتمنون من وقوع العذاب الأليم ( قل هو الرحمن أمنا به وعليه توكلنا  ) أى آمنا برب العالمين وعليه توكلنا ( فستعلمون من هو فى ضلال مبين 0 قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غوراً ) أى ذاهباً فى الأرض ( فمن يأتيكم بماء معين ) أى سائح جار على وجه الأرض


المصدر تفسير بن كثير 4


المزيد في: مختارات

اترك تعليقاً