افتراء اليهود على الأنبياء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم 10

هى أم المؤمنين صفية بنت حيي بن أخطب بن سعيد بن ثعلبة بن عبيد بن كعب بن الخزرج “1”

قال ابن اسحاق : ولما افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم القموص حصن بنى أبى الحُقيق أُتى لرسول الله بصفية ابنة حيي بن أخطب وبأخرى معها فمر بها بلال وهو الذى جاء بهما على قتلى من قتلى يهود فلما رآتهم التى مع صفية صاحت وصكت وجهها وحثت التراب على رأسها فلما رأها رسول الله قال : أعزبوا عنى هذه الشيطانة وأمر بصفية فحيزت خلفه وألقى عليها رداءه فعرف المسلمون أن رسول الله قد اصطفاها لنفسه فقال رسول الله لبلال فما بلغنى حين رأى بتلك اليهودية ما رأى : ( أنزعت منك الرحمة يا بلال حين تمر بامرأتين على قتلى رجالهما ) وكانت صفية قد رأت فى منامها وهى عروس بكنانة بن الربيع بن أبى الحُقيق أن قمراً وقع فى حجرها فعرضت رؤياها على زوجها فقال : ” ما هذا إلا أنك تمنين ملك الحجاز محمداً فلطم وجهها لطمة خضَّر عينها منها فأتى بها رسول الله وبها أثر منه فسألها ما هو فأخبرته هذا الخبر ” 2″ وهى إحدى السبايا اللاتى وقعنَّ فى الأسر بعد هزيمة اليهود أمام المسلمين فى الواقعة المسماه بهذا الإسم كانت من نصيب النبى صلى الله عليه وسلم فأعتقها وتزوجها فماذا فى ذلك ؟ ولم يكن عتقه إياها وتزوجها بدعاً فى ذلك ؛ فلم يكن هذا الموقف إعجاباً بصفية وجمالها ولكنه موقف الإنسانية النبيلة التى يعبر عنها السلوك النبيل بالعفو عند المقدرة والرحمة والرفق بمن وقعتهنَّ الظروف فى الحرب والهزيمة وفى حالة الإستضعاف والمذلة هذه لا سيما وقد أسلمنَّ وحسن إسلامهنَّ ؛ فقد فعل ذلك مع صفية بنت حيي بنت الحارس بن النضر أمام المسلمين فى الموقعة المعروفة باسم ” غزوة بنى قريظة ”  بعد إنهزام الأحزاب وردهم مدحورين من وقعة الخندق “3” 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- رجال ونساء حول الرسول 408

2- السيرة النبوية لابن هشام 3 / 159

3- حقائق الإسلام و أباطيل خصومه 365  


المزيد في: مختارات

اترك تعليقاً