افتراء اليهود على الأنبياء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم 7

الزوجة السابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم

السيدة زينب بنت جحش رضى الله عنها : هى أعظم نساء الأرض ولياً وأكرمهنَّ سفيراً أما زوجها فهو خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم و يكفيها ذلك فخراَ وكل هذه المكارم لتضعها فى مصاف أعظم نساء الدنيا قاطبة ؛ إنها أم المؤمنين زينب بنت جحش بن رئاب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كبير بن تمنم بن ودان بن أسد بن خذيمة

أمها : أميمة بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم كان اسمها بُرة   غيره رسول الله إلى زينب الزبيب شجر حسن طيب الرائحة كانت تُكنى أم الحكم

اسلمت مع أهلها وتحملوا الأذى فى سبيل الله تعالى حتى أذن الله تعالى لهم بالهجرة فهاجروا إلى المدينة وتركوا بيتهم بمكة خالياً فأخذه أبو سفيان فذكر عبد الله بن جحش ذلك لرسول الله فقال له : ألا ترضى يا عبد الله أن يعطيك الله بها داراً فى الجنة خير منها 

* زواجها من زيد

كان من أعظم الرجال وأحبهم إلى رسول الله حتى تبناه وادعاه فأصبح اسمه زيد بن محمد فرآه صلى الله عليه وسلم كفء لإبنة عمته صاحبة الحُسنيين حُسن الخلق وحُسن الخُلق فخطبها صلى الله عليه وسلم لزيد وقال لها : رضيته لك لكنها ردت قائلة ولكنى لا أرضاه لنفسى فأنزل الله تعالى : ( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم )”1 ” لكن الحياة بينهما لم تكن مستقرة لذلك فقد شكا منها زي لرسول الله وذكر من تعاليها عليه وطلب أن يأذن له رسول الله فى فراقها ورسول الله يقول له : ( إتقى الله وامسك عليك زوجك ) وكان رسول الله يعلم أنه لابد من مفارقتها وأن الله سيزوجه إياها مبطلاً بذلك التبنى ” 2″ ويرد الدكتور هيكل فى كتابه ” حياة محمد صلى الله عليه وسلم ” على هذا القول فيقول : إنها شهوة التبشير المكشوف والتبشير باسم العلم تارة أخرى والخصومة القديمة للإسلام تأصلت فى النفوس منذ الحروب الصليبية هى التى تُملى على هؤلاء جميعاً ما يكتبون والحق الذى كنا نود أن يلتفت إليه المبطلون الحاقدون على الإسلام ورسوله هو أن زواج رسول الله من زوجة ابنه بالتبنى زيد بن حارثة إنما كان لحكمة تشريعية أرادها الإسلام لإبطال هذه العادة التى هى فى الحقيقة تزييف لحقائق أمور كان لها فى واقع الناس أثر غير محمود ؛ ولأن العادة قد تأصلت فى مجتمع الجاهلية اختار الله بيت النبوة ليتم على يديه الإعلان العالمى عن إبطال هذه العادة ؛ وزواج رسول الله من زينب لم يكن وراءه شهوة أبداً أو رغبة جنسية وإنما كان أمراً من قدر الله وإرادته لإبطال تلك العادة من خلال تشريع يتردد صداه بأقوى قوة فى المجتمع الجاهلى الذى كانت عادة التبنى فيه متأصلة فكان السبيل لإبطالها أن يتم التغيير فى بيت النبوة وعلى يد رسول الله ؛ وقد فطنت السيدة زينب لهذا الأمر فكانت تباهى ضراتها وتقول لهنَّ زوجكنَّ أهاليكنَّ وزوجنى ربى من فوق سبع سماوات ؛ وكان رسول الله زوجها من مولاه فلو كانت له بها رغبة لاختارها لنفسه وخاصة أنه رأها كثيراً قبل فرض الحجاب وكان النساء فى المجتمع الجاهلى غير محجبات فما كان يمنعه إذاً من أن يتزوجها من البداية ولكنه لم يفعل فالأمر لم يكن من إرادة زينب ولا زيد ولا لرسول الله ولكنه أمر قدرى شاءته إرادة الله لإعلان حكم وتشريع جديدين فى قضية إبطال عادة التبنى التى كانت سائدة فى المجتمع آنذاك “3” 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- سورة الأحزاب 36

2- رجال ونساء حول الرسول 384

3- حقائق الإسلام 361


المزيد في: مختارات

اترك تعليقاً