افتراء اليهود على الأنبياء رابعاًسيدنا اسحاق عليه السلام 2

جاء فى سفر التكوين

{ وحدث لما شاخ إسحاق وكلَّت عيناه عن النظر أنه دعا عيسو ابنه الأكبر وقال له : يا بنى لقد شخت ولست أعرف يوم وفاتى فالآن خذ عدتك جعبتك وقوسك واخرج إلى البرية وتصيد لى صيداً واصنع لى طعاماً كما أحب وائتنى به كى آكله حتى تباركك نفسى قبل أن أموت وكانت رفقة سامعة إذ تكلم إسحاق مع عيسو ابنه فذهب عيسو إلى البرية كى يصطاد صيداً ليأتنى به و أما رفقة فكلمت يعقوب ابنها قائلة إنى قد سمعت أباك يكلم عيسو أخاك قائلاً ائتنى بصيد واصنع لى طعاماً لآكله وأباركك أمام الرب قبل وفاتى والآن يا بنى اسمع لى قولى فيما أنا آمرك به إذهب إلى الغنم وخذ لى من هناك جديين جيدين من المعز فاصنعهما طعاماً لأبيك كما يحب فتحرضهما إلى ابيك ليأكل حتى يباركك قبل وفاته فقال يعقوب لرفقة أمه هو ذا عيسو أخى رجل أشعر وأنا أملس وربما يجسنى أبى فأكون فى عينيه كمتهاون وأجلب على نفسى لعنة لا بركة فقالت له أمه : لعنتك على يا بنى اسمع لقولى فقط وخذ لى فذهب وأخذ وأحضر لأمه فصنعت أمه أطعمة كما كان أبوه يحب وأخذت رفقة ثياب عيسو إلى قولهم فدخل إلى أبيه وقال يا أبى ها آنذا فقال إسحاق من أنت يا بنى ؟ فقال يعقوب لأبيه أنا عيسو بكرك قد فعلت كما أمرتنى قم إجلس وكل من صيدى لكى تباركنى ————- إلى قولهم قال إسحاق قدم لى لآكل من صيدك حتى تباركك نفسى فقدم له فأكل وأحضر له خمراً فشرب وقال له كن سيداً لإخوتك وليسجد لك بنو أمك ليكن لاعنوك ملعونين ومباركوك مباركين } قصص الأنبياء 170 

بعد أن يفرغ القارئ لهذا الفصل يخيل إليه أنه أمام قصة بولسية مما يئلف عن الصعاليك والمجرمين ولا ينقدح فى خاطره أنه يقرأ وحياً إلهياً يتعلق بنبى وابن نبي عن الله عز وجل

1-يعلق بن حزم على ذلك بقوله فى هذا الكلام فضائح وأكذوبات وأشياء تشبه الخرافات وأول ذلك إطلاقهم على نبي الله يعقوب عليه السلام أنه خدع أباه وغشه وهذا مبعد عمن فيه خير من أبناء الناس مع الكفار والأعداء فكيف بنبى مع أبيه النبي

2- إخبار أن بركة يعقوب إنما كانت مسروقة مأخوذة بغش وخديعة وتخابث وحاش لأنبياء اللله عليهم السلام من ذلك ولعمرى إنها لطريقة اليهود فما تلقى منهم إلا الخبيث المخادع إلا شاذاً

3- هى إخبار أن الله تعالى أجرى حكمه وأعطى نعمته عن طريق الغش والخديعة وحاش لله من ذلك

4- ان إسحاق عليه السلام إذ بارك يعقوب إذ خدعه كما يزعم النذل الذى كتب لهم هذا الهلوس إنما قصد بتلك البركة عيسو وله دعا لا ليعقوب فأى منفعة للخديعة هنا لو كان لهم عقل

واما وجوه الكذب كثيرة منها

1- نسبتهم الكذب إلى يعقوب عليه السلام وهو نبى فى أربعة مواضع أ- قوله لأبيه أنا عيسو ابنك البكر فهذه كذبتان فى نسق لأنه لم يكن عيسو ولم يكن البكر ب- قوله لأبيه صنعت للك جميع ما قلت لى فاجلس وكل من صيدى فهذه كذبتان فى نسق لأنه لم يكن قال له شيئاً ولا أطعمه من صيده — مقارنة أديان 164

ولو نظرنا إلى هذا الكلام لوجدنا أن فيه أوجه أخرى للكذب منها

1- أن الله عزوجل نهى عن الكذب فكيف يكذب نبى من الأنبياء

2- أن السرقة شئ مذموم من الإنسان العادى فكيف بنبى أن يسرق النبوة من أخيه

3- كيف بفوت على نبي أن يميز بين أولاده أشعرهم من غير أشعرهم

4- لم يذكر لنا القرآن أن سيدنا يعقوب كُف بصره فى آخر عمره

5- كيف لزوجة نبى مؤمنة أن تحرض ابنها على الكذب والسرقة

6- أن شرب الخمر من الأنبياء أمر مردود لا يصح ذك لأن الشريعة لا تصدر من إنسان يشرب الخمر وإلا إلتبس الحق بالباطل قال تعالى ( ووهبنا له إسحاق ويعقوب كلاً هدينا )


المزيد في: مختارات

اترك تعليقاً