افتراء اليهود على الأنبياء تاسعاً سيدنا عيسى عليه السلام 5

قال النصارى عن المسيح عيسى عليه السلام أنه قد صُلب

الرد عليهم قال تعالى : ( وما قتلوه وما صلبوه ولكن شُبه لهم ) سورة النساء 158

كان من خبر اليهود أنه لما بعث عيسي عليه السلام بالبينات والهدى حسدوه على ما أتاه الله إياه من النبوة والمعجزات الباهرات التى كان بها يبرئ الأكمه والأبرص ويحيى الموتى بإذن الله ويصور من الطين طيراً ثم ينفخ فيها فتطير بإذن الله إلى غير ذلك من المعجزات التى أكرمه الله بها وأجراها على يديه ومع هذا كذبوه وخالفوه وسعو فى أذاه بكل ما أمكنهم حتى أنه نبي الله عيسى لا يساكنهم فى بلدة لم يكثر السياحة هو وأمه ثم لم يقنعهم ذلك حتى سعو إلى ملك دمشق فى ذلك الزمان وكان رجلاً مشركاً من عبدة الكواكب وكان يقال لأهل ملته اليونان وأنهوا إليه أن فى بيت المقدس رجلاً يفتن الناس ويضلهم ويفسد على الملك رعاياه فغضب الملك من هذا وكتب إلى نائبه بالقدس أن يحتاط على هذا المذكور أن يصلبه ويضع الشوك على رأسه ويكف أذاه الناس فلما وصل الكتاب امتثل والى بيت المقدس ذلك وذهب هو وطائفة من اليهود إلى المنزل الذى فيه عيسى عليه السلام وهو فى جماعة من أصحابه اثنى عشر أو ثلاثة عشر وكان ذلك ليلة الجمعة بعد العصر فحاصروه هناك فلما أحس بهم وأنه لا محالة من دخولهم عليه أو خروجه إليهم قال لأصحابه أيكم يُلقى عليه شبهى وهو رفيقى فى الجنة ؟ فانتدب لذلك شاباً منهم فكأنه استصغره عن ذلك فأعادها ثانية وثالثة وكل ذلك لا ينتدب إلا ذلك الشاب فقال : أنت هو وألقى الله عليه الشبه حتى كأنه هو وفُتحت روزنة من سقف البيت وأخذت عيسى عليه السلام سِنة من النوم فرفع إلى السماء وهو كذلك كما قال تعالى : ( وإذ قال الله يا عيسي إنى متوفيك ورافعك إلى ) فلما رُفع خرج أولئك النفر فلما رأى أولئك ذلك الشاب ظنوا أنه عيسى فأخذوه فى الليل وصلبوه ووضعوا الشوك على رأسه وأظهر اليهود أنهم سعوا فى صلبه وتبجحوا بذلك وسلم لهم طوائف من النصارى وذلك بجهلهم وقلة عقلهم ما عدا من كان فى البيت مع المسيح فإنهم شاهدوا رفعه وأما الباقون فإنهم ظنوا كما ظن اليهود أن المصلوب عيسى حتى ذكروا أن مريم جلست تحت ذلك المصلوب وبكت ويُقال أنه خاطبها والله أعلم ————- المصدر بن كثير 1 / 574


المزيد في: مختارات

اترك تعليقاً