من معانى سورة الملك 3
قال تعالى : ( إن الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر كبير ) يقول تعالى مخبراً عمن يخالف مقام ربه فيما بينه وبينه إذا كان غائباً عن الناس فينكف عن المعاصى ويقوم بالطاعات حيث لا يراه أحد إلا الله بأنه له مغفرة وأجر كبير أى تكفر ذنوبه ويجازى بالثواب الجزيل ففى حديث سبعة يظلهم الله فى ظله يوم لا ظل إلا ظله : ( ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إنى أخاف الله ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ) ( وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور ) أى عليم بما يخطر فى القلوب ( ألا يعلم من خلق ) قيل ألا يعلم الخالق وقيل ألا يعلم الله مخلوقه ( وهو اللطيف الخبير ) ثم ذكر نعمته على خلقه فى تسخير الأرض وتذليله إياها لهم بأن جعلها قارة ساكنة لا تميد ولا تضطرب بما جعل فيها من جبال وينابيع ( فامشوا فى مناكبها ) أى سافرو حيث شئتم من أقطارها وترددوا فى أقاليمها للكسب والتجارة واعلموا أن سعيكم لا يجدى عليكم شيئاً إلا أن ييسره الله لكم ( وكلوا واشربوا وإليه النشور ) أى المرجع يوم القيامة قال قتادة فى ” مناكبها ” اطرفها وفجاجها وسبلها وقال بن عباس جبالها
عن بشير بن كعب أنه قرأ ( فامشوا فى مناكبها ) قال لأم ولد له إن علمت مناكبها فأنت عتيقة فقالت هى الجبال فسأل أبا الدرداء فقال هى الجبال
تفسير بن كثير 4 ؟ 398