من معانى سورة الحاقة 2
قال تعالى : ( فأما من أُوتى كتابه بيمينه ) فرحة بذلك له من شدة الفرح يقول :: ( هاؤم اقرأوا كتابيه ) أى خذوا اقرءوا كتابيه لأنه يعلم أن فيه خير وحسنات محضة ( هاؤم اقرءوا كتابيه ) عن أبى عثمان قال : المؤمن يُعطى كتابه بيمينه فى ستر من الله فيقرأ سيئاته فكلما قرأ سيئة تغير لونه حتى يمر بحسناته فيقرءوها فيرجع إليه لونه ثم ينظر إذا سيئاته قد بُدلت حسنات فعندئذ يقول : ( هاؤم اقرءوا كتابيه )
عن عبد الله بن حنظلة غسيل الملائكة قال : إن الله يوقف عبده يوم القيامة فيبدى ” أى يُظهر ” له سيئاته فى ظهر صحيفة فيقول له أنت عملت هذا “؟ فيقول : نعم يا رب فيقول الله إنى لم أفضحك به وإنى قد غفرت ك : ( إنى ظننت أنى ملاقٍ حسابيه ) حين نجا من الفضيحة يوم القيامة ( فهو فى عِيشة راضية ) أى مرضية ( فى جنة عالية )أى رفيعة قصورها حسان حورها نعيمة دورها دائم حبورها
عن أبى أمامة قال : (سأل رجل رسول الله هل يتزاور أهل الجنة ؟ قال : نعم يهبط أهل الدرجة العليا إلى أهل الدرجة السفلى فيحيونهم ويسلمون عليهم ولا يستطيع أهل الدرجة السفلى أن يصعدوا إلى الأعلين تقصر بهم أعمالهم ) ( قطوفها دانية ) عن أبى النهدى عن سلمان عن رسول الله قال : ( يُعطى المؤمن جوازاً على الصراط بسم الله الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من الله العزيز الحكيم لفلان أدخلوه جنة عالية قطوفها دانية ) ( و أما من أُوتى كتابه بشماله ) هذا حال الأشقياء إذا أعطى أحدهم كتابه فى العرصات بشماله فعندئذ يقول : ( يا ليتنى لم أوت كتابيه ) قال الضحاك يعنى موتة لا حياة بعدها ( ما أغنى عنى مالية ) أى لم يدفع عنى مالى ولا جاهى عذاب الله وبأسه بل خلص الأمر إلىَّ وحدى فعندئذ يقول الله : ( خذوه فغلوه ) يأمر الزبانية أن تأخذه عنفاً من أرض المحشر فتضع الأغلال فى عنقه ثم تدخله جهنم فيبتدرونه سبعون ألف ملك فيلقون به فى جهنم ( ثم فى سلسلة ذرعها سبعون ذراعاً فاسلكوه ) قال كعب الأحبار : كل حلقة منها قدر حديد الدنيا ( فاسلكوه ) تدخل استه ثم تخرج من فمه ثم ينظمون فيها كما ينظم الجراد فى العود حين يشوى (إنه كان لا يؤمن بالله العظيم ) أى لا يقوم بطاعته ( فليس له اليوم ها هنا حميم ) أى ليس له من يُنقذه من عذاب الله والحميم هو القريب ولا شفيع يطاع ( ولا طعام إلا من غسلين لا يأكله إلا الخاطئون )هو شر الطعام لأهل النار قال بن عباس الغسلين : الدم والماء يسيل من لحومهم وهو الصديد