مناقب الصالحين
رُوى أن أبا مسلم الخولانى رحمه الله كان رجلاً يحب أن يتصدق ويحب الإيثار والتصدق على الناس مما فى بيته فنفذ من بيته الدقيق ذات يوم وأرادت زوجته أن تصنع خبزاً فلم تجد الدقيق فىبيتها ولم يكن مع أبا مسلم إلا دينار واحد فقالت هلا اشتريت لنا دقيقاً لنعجنه فخرج يشترى الدقيق ولم يكن معه إلا هذا الدينار فلقيه رجل فقير يسأله الحاجة فانصرف عنه أبا مسلم فألح الرجل عليه فأعطاه أبا مسلم ما كان معه واصاب أبا مسلم الهم لأن اطفاله يبكون جوعاً وها هو يتصدق بما معه من مال فخرج إلى السوق فجمع النشارة ووضعها فى فلاة ثم وضعها فى البيت سراً حتى لا تراه زوجته وذهب إلى المسجد فجاءت زوجته إلى الفلاة فأخرجت ما فيها فإذا هو دقيق شديد البياض فعجنته ووضعت الطعام فلما جاء أبا مسلم وضعت له الطعام فأكل وشرب ثم قال لها من أين لكم فقالت ما اشتريته لنا فحمد الله عز وجل وشكره
– وها هو إبراهيم السائح رحمه الله يقول حججت ذات مرة فبينما أنا أطوف بالبيت الحرام إذا بجارية متعلقة بأستار الكعبة تناجى رب العزة فقال لها : يا جارية اخفضى صوتك فقالت له : البيت بيتك أم بيته ؟ فقلت بل بيته فقالت الحرم حرمك أم حرمه ؟ فقلت حرمه فقالت : دعنى أتدلل عليه فى بيته فدعت المرأة بدعاء فيه تعلق القلب برب العزة فقال لها : وكيف تعلمين أنه يحبك ؟ فقالت : جيش الجيوش أخرجنى من بلاد الكفر إلى بلاد افيمان