انبهار نساء المشرق بالحضارة الغربية الحديثة
لو نظرنا إلى نساء المشرق لوجدنا أن البعض منهن قد انبهر بالحارة الغربية الحديثة منذ بدايتها واشتد هذا الإنبهار وظهر فى المشرق الإسلامى العربى منذ انحلال الدولة العثمانية على يد مصطفى كمال أتاتورك وإن كان النساء فى هذه الفترة متمسكين بمبادئ الإسلام إلا أن المجتمع التركى الجديد أخذ يفرض على المرأة المسلمة قيوداً هذه القيود إن لم تنفذها المرأة المسلمة فى إسلام بول ” اسطنبول ” تعاقب بالحبس والإهانة منها منع النساء من ارتداء الحجاب وأمرهن ان يلبسن السفور وإطلاق الحبل دون رقيب للنساء باسم الحرية والمساواة وتشجيع الراقصات على الظهور على المسارح المختلطة وكان أول من بارك ذلك أتاتورك حيث عملت الحكومة على إلغاء حجاب المرأة وأمرت بالسفور وألغت قوامة الرجل على المرأة وأطلقت لها العنان باسم الحرية والمساواة وشجعت الحفلات الراقصة والمسارح المختلطة والرقص وتزوج مصطفى اتاتورك من لطيفة هانم وكان أبوها على صلة باليهود وجرت مراسم الزواج على الطريقة الغربية وطاف بها البلاد على نبذ العادات الإسلامية وهى بادية المفاتن تختلط بالرجال وترتدى الأزياء المعاصرة ولم يكن نقل الحضارة الغربية إلى الدولة العثمانية بطريقة واحدة بل أخذ ذلك ثلاث طرق:
1- تغير الآراء عن الغربين ونمط حياتهم مما يخالف الحياة التركية
2- اقتباس ما عند الغرب من حضارة تتمثل فى مظاهرها وأوضاعها بحجة أنها مفيدة
3- اتجاه بعض المثقفين إلى اتباع هذه النظرية وقد قامت الحكومة التركية بتلبية رغباتهم وذلك عن طريق سن قوانين منها:
1- تحريم تعدد الزوجات
2- إلغاء مهر المهر وعدم فرضه على الزوج
3- منع حق الزوج فى الطلاق
4- حرية زواج المرأة المسلمة التركية من نصرانى أو يهودى
5- التغيير فى أحكام المواريث
6- إلغاء الإرث بالتعصيب
7- وضع سن معين للزواج
8- إلغاء نظام فصل الرجال عن النساء —– ” المصدر اللبس والحكومة منذ التنظيمات إلى اليوم جهاد أقطاش 178
ولاشك أنك لو نظرت إلى هذه القوانين تجد أنها تماثل القوانين التى وضعتها الكنيسة فى بلاد المشرق والمغرب حيث أنها تحرم تعدد الزوجات ومن الرجال من تكون شهوته غالبة عليه فلو حددنا له امرأة واحدة لسددنا أمامه الطريق إلى الحلال وفتحنا أمامه طريق الحرام ؛ وأن الحياة الزوجية تكون مليئة بما ينفر بين الزوجين فيكون الطلاق هو الحل فكان من حكمة الإسلام أن أباح للرجل التعدد أما فى تركيا فقد حرموا على الرجل أن يطلق زوجته ووضعوا العراقيل عراقيل الزواج أمام الشباب والفتيات ليتوجهوا إلى طريق الزنا وحث النساء على الإختلاط بالرجال وهذا ما ساد فى جميع الدول الإسلامية ؛ وكان من أثر ذلك انتشرى العرى والمجون وأصبح مألوفاً بين الرجال والنساء هناك ؛ وقامت تركيا بإرسال الفتيات إلى أوربا دون أن يكون معهن محارم بحجة التعليم فعدن بعد سنوات عاريات دون أن يستفدن من العلم فى شئ غير أنهن حملن من سموم فكرية وخُلقية فى الأوساط الشعبية وترويجاً للفاحشة شاركت الدولة العثمانية فى عام 1932 فى مسابقة جمال العالم وكانت أولى البنات المشاركات فى هذه المسابقة والتى فازت بالدرجة الأولى حفيدة شيخ الإسلام فى الدولة العثمانية ولقد كان من نتيجة ذلك أن الفتاة التركية لم تجد حرجاً فى أن تكون صورة للمرأة الغربية فى التكشف والعرى ——- المصدر الأوضاع الثقافية فى تركيا د / سهيل صابان 300
وإن كان من النساء فى تركيا من يدعين إلى الرذيلة فى كل عصر وحين إلا أنه من النساء من يدعين إلى الإسلام رغم القيود الموضوعة أمامهن فالنساء فى تركيا منذ أعوام عدن إلى الحجاب رغم تعاليم أتاتورك إلا أن المسلمين البالغ عددهم 65 مليون مسلم لم تمنعهم هذه التعاليم من إقامة شعائرهم الدينية ورغم المحاذير التى تمنع النساء من لبس الحجاب فى المصالح الحكومية والجامعات إلا أن من يزورها لا يشعر أنها غير مسلمة رغم أنف العلمانية التى مر عليها 75 سنة ؛ ولقد ظهر فى تلك الفترة أشخاص فى بلاد المشرق العربى ممن يؤيدون نظرية تحرير المرأة فمنهم قاسم أمين صاحب كتاب ” تحرير المرأة – والمرأة الجديدة ” ود/ اسماعيل منصور صاحب كتاب ” تذكير الأصحاب بتحريم النقاب ” وأحمد شوقى صاحب كتاب ” الإختلاط فى الدين ” ومن النساء هدى شعراوى ونبوية موسي ووداد السكاكين صاحبة كتاب ” تحرير المرأة “