افتراء اليهود على الأنبياء خامساً سيدنا يعقوب عليه السلام 1
مما يدل على كذب هؤلاء قولهم على سيدنا يعقوب : { فخرج يعقوب من عندهم من آخر ذلك اليوم فأدركه المساء فنام فيه وأخذ حجراً فوضعه تحت رأسه ونام فرأى فى نومه ذلك معراجاً منصوباً من السماء إلى الأرض وإذا الملائكة يصدون فيه وينزلون والرب تبارك وتعالى يخاطبه ويقول له إنى سأبارك عليك وأكثر من ذريتك وأجعل لك فى الأرض ولعقبك من بعدك فلما ذهب من نومه فرح بما رأى ونذر لله لئن رجع إلى أهله سالماً ليبنين فى هذا الموضع معبداً لله عزوجل وأن جميع ما يرزقه من شئ يكون لله عُشره ثم عمد إلى ذلك الحجر عليه فجعل دهناً يتعرف به وسمى ذلك الموضع ” بيت إيل ” أى بيت الله وهو موضع بيت المقدس اليوم الذى بناه يعقوب )—– قصص الأنبياء
لو نظرت إلى هذا الكلام لوجدت فيه دليل على وضع التوراة المحرفة وأنها ليست بكلام الله عز وجل وأنها كلام من عند البشر وأولى هذه الأكاذيب
1- قولهم :{ فرأى يعقوب فى نومه معراجاً منصوباً من السماء إلى الأرض } لو كان سيدنا يعقوب رأى مثل هذه الرؤيا فهل كان القرآن سيتركها وخاصة أن القرآن ذكر لنا كثير من رؤيا الأنبياء منها ما رآه سيدنا إبراهيم أنه ذبح ولده ومنها رؤيا سيدنا يوسف وسجود أبها وأمه واخوته له
2- قولهم : { إنى سأبارك عليك واُكثر ذريتك وأجعل لك هذه الأرض ولعقبك من بعد } حيث أن الله عز وجل لم يجعل لهم الأرض يتوارثونها ولم يعد نبياً من الأنبياء أن تكون هذه الأرض خالصة له أو لقومه وخاصة أنهم ذكروا قبل ذلك ووداً فى كتبهم ظناً منهم أنها من عند الله بتملك أرض فليسطين هذه الوعود إن كانت من عند الله لنفذت ولكنها من عند أنفسهم والدليل على ذلك أن جميع الأنبياء وخاصة أنبياء بني إسرائيل ماتوا ولم يتحقق لهم هذا الوعد المزعوم ( إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين )
3- قولهم : { ثم عمد إلى ذلك الحجر فجعل دهناً يتعرف به وسُمى ذلك الموضع ” بيت إيل ” وهو موضع بيت المقدس الذى بناه يعقوب عليه السلام وإنما كان بناء بيت المقدس بعد بناء البيت الحرام بأربعين سنة وفيه آراء منها أن الذى بنى البيت الحرام والأقصى هم الملائكة أن سيدنا إبراهيم وسليمان مجددان للبناء