ماذا تعرف عن الإسلام

ماذا تعرف عن الإسلام

إن الحمد لله نحمده تعالى ونستعين به ونستعيذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهديه الله فهو المهتدى ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً ؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلوات ربى وتسليماته عليك يا سيدى يا رسول الله ورضى الله عن آل بيتك وصحابتك ومن صار على شريعتك إلى يوم القيامة

أما بعد

فإن الإسلام دين سماحة شهد له بذلك من شهد من علماء الغرب الذين لا يدينون بالإسلام ؛ أيقنوا أن الإسلام دين سماحة لا دين إرهاب ولا دين قتل ولكنه دين أمن وأمان ؛ يعيش أهله فى ظل الإسلام آمنين مطمئنين ويعيش فى ظله من لا يدين به فى أمن وأمان

ماذا تعرف عن الإسلام ؟

هذا السؤال حير كثير ممن لا يدينون بالإسلام ؛ هل الإسلام دين تخويف وترهيب وقتل للأدمين فى بلادهم ؟ فى كثير من البلاد إذا ذكرت كلمة الإسلام خاف الناس وارتعبوا وارتهبوا ؛ وظنوا أن الإسلام ما جاء إلا لقتلهم وهم فى زعمهم أن الإسلام ما عرف إلا سفك الدماء وقتل الأنفس ولكن حقيقة الإسلام غير ذلك فالقتال لم يشرع للمسلمين ترهيباً للكافرين ؛ وإنما تشريع القتال من أجل الدفاع عن النفس والمسلم لا يبادر بالقتال ؛ ولا يبادر بنقض العهد والميثاق وإنما الذى يبادر بنقض العهد من لا يدين بالإسلام ؛والمسلمون كان لهم أساليبهم فى القتال فكان النبي (ص) إذا اعتدى على المسلمين عدو كان يُخرج إليهم من يقاتلهم وكان يأمر أصحابه أن لا يقتلوا طفلاً ولا امرأة ولا رجلاً ولا يقطعون شجراً و لا ثمراً ؛ وأن يكون هناك أمن من المسلمين لهم الرجال والنساء والأطفال ؛ كان دليلهم فى ذلك قوله تعالى : ( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين 0 إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم فى الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون ) الممتحنه 8/9\

إذا نظرت إلى قوله تعالى : ( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم ) لوجدت أنها تدل على سماحة الإسلام فها هى أم السيدة أسماء بنت أبى بكر الصديق ألا وهى ” قتيلة بنت عبد العزى ” فقالت السيدة أسماء لرسول الله : ” يا رسول الله إن أمى قدمت وهى راغبة أفأصلها ؟ قال : نعم صلى أمك ” تفسير بن كثير 4 / 349
إذا كانت هذه الآيات المنزلة من عند الله عز وجل تبين لنا أن الله عز وجل لم ينهانا من أن نبر ونحسن ونقسط إلى من لم يقاتلونا فى الدين عن الإحسان إليهم فإن ذلك من باب رد الإعتداء ؛ والمسلم إذا نظرت إليه فى تعاملاته لوجدت أن السماحة والسلام أساس تعامله فالمسلم يسلم الناس من أذاه ويُسِلم الناس فى بيوتهم وأموالهم وأنفسهم وأعراضهم وإذا دخل مسلم بلداً من البلاد ممن لا تدين بالإسلام وطيق ما أمره به الإسلام لوجدت أن الناس تتعجب من حاله ؛ هم لا يأمنون من أهل دينهم ويأمنون ممن يدينون بالإسلام فكيف وقد دخل الإسلام ديارهم ونشر فى بلادهم ؟ فهؤلاء أشخاص كانوا قبل دخولهم الإسلام لا يأمن الناس شرهم كانوا سفاحين وحينما دخلوا الإسلام أمن الناس فلم يخف منهم الناس مصداقاً لقول النبي (ص) :” المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه ” فكيف بك أيها العاقل أن تزعم أن الإسلام ما جاء إلا لقتل النفس لا وأنت ترى فى كل يوم من لا يدينون بالإسلام يسعون فى الأرض فساداً يقتلون الأطفال والنساء والشباب والرجال أو يذبحونهم أو يعدمونهم رمياً بالرصاص ؟ هل هؤلاء هم الذين يحفظون للإنسان كرامته وأمنه ؟ هل هؤلاء هم الذين يقودون الناس إلى الأمن والأمان ؟ هل هؤلاء يعرفون سماحة الإسلام ؟ لا والله ما عرفوا لحقدهم أمناً ولا سلاماً لأنفسهم ولا لغيرهم هل هؤلاء سيقودون الناس إلى الأمن والسلام ؟ ظاهر معاهداتهم الأمن والسلام ولا أمن لهم ولا سلام منهم هؤلاء القزم ما عرفوا إلا المكر والخديعة يقولون فى أحد بروتوكولاتهم : “يجب أن يكون شعارنا العنف والخديعة ” مقارنة أديان ص 145 هذا نص فى بروتوكولاتهم أن الناس لا يأمنون مكرهم ولا خديعتهم هل هؤلاء تتحقق معهم السماحة ؟ وهم قوم أخذوا أرضاً ليست حقاً لهم أخذوها عنوة من غيرهم هؤلاء القوم الذين يزعمون أنهم شعب الله المختار يزعمون فى كلامهم أن الرب قال لهم : ” ويقف الأجانب ويرعون أغنامكم ويكون نبي الغريب حراثكم وكراميكم أما أنتم فتدعون كهنة الرب وتسمون خدام إلهنا تأكلون ثروة الأمم وعلى مجدهم تتآمرون “المرجع تيارت فكرية 74ص

فأى رب يُعبد يرضى أن يذل الناس لغيره والله عز وجل قال فى القرآن الكريم : ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ، ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون ، إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين ) سورة الذاريات 56 -58

ورب العزة نهى الناس من أن يغتصبوا ما ليس لهم به من حق فكيف لهؤلاء أن يقولوا إن الله عز وجل أمرهم أن يأكلوا من ثروات الأمم ويزعمون أن الرب أمرهم أن يتآمرون على غيرهم ؟ فأى كتاب أيها العاقل يدعوا إلى السماحة والسلام كتاب أمر فيه رب العزة بالسلام حيث قال : ” وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم ، وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله هو الذى أيدك بنصره وبالمؤمنين ” الأنفال 61 -62

أم رب يأمر الناس أن يتآمر بعضهم على بعض أم رب يأمر بالفساد فى الأرض أى الإلهين أحق أن يكون إلهاً ؟إله يبين للناس طريقين طريق الهداية وطريق الضلال وتركهم على حرية الإعتقاد يعبدون الله فإن التزموا ذلك كانوا من الناجين وإن لم يعبدوا الله ويلتزموا ذلك كانوا من المغضوب عليهم والضالين أم إله قال فى كتابه آمراً نبيه أن يقول لمن يخالف فى دينه قال تعالى : ( قل يا أيها الكافرون ، لا أعبد ما تعبدون  ، ولا أنتم عابدون ما أعبد ، ولا أنا عابد ما عبدتم ، ولا أنتم عابدون ما أعبد ، لكم دينكم ولى دين ) أم إله سمح لمن لم يعبدوه أن يبقوا على وجه الأرض ؛ أم إله قال لهم : بأن يدمروا كل من ليس على دينهم ، يقولون فى كتبهم : ” وحينما تمكن لنفسنا ونكون سادة الأرض لن نسمح بقيام أى دين غير ديننا وسنكون قد حطمنا كل العقائد والأديان الأخرى وسيفضح فلاسفتنا كل مساوئ الأديان الأممية ” المرجع مقارنة أديان صـ155

فأى دين أحق أن يتبع ؟ دين يدعوا إلى السماحة وعدم القتال أم دين يدعوا إلى الإبادة والقتال ؛ دين أمر الناس إذا لم يدخلوا فيه وقبلوا الجزية كان لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين أم دين لا يعرف إلا من يدين به أم دين يدعوا إلى أن الأرض لأهلها وهم فيها آمنون أم دين يدعوا إلى اغتصاب الأرض من أهلها كُرهاً وعدواناً دين يأمر بامتلاك الأرض لأهلها أم دين يأمر بمصادرة الأملاك

يقولون : ” يجب أن نعلم كيف نصادر الأملاك بلا أدنى تردد إذا كان هذا العمل يمكننا من السيادة والقوة ” وإذا كنت أيها العاقل لا تكتفى بذلك فإنى أعرض عليك نماذج أخرى لسماحة الإسلام منها

1- أنك لو تأملت آيات القرآن لوجدت أنها تحث المسلمين على التسامح فى كل شئ حتى فى أمر الدين فلا يجوز للمسلم أن يجبر أحداً من غير المسلمين أن يدخل فى الإسلام فها هى آية تطالعنا فى هذا الأمر حيث يخاطب رب العزة نبيه صلى الله عليه وسلم آمراً أمته أن لا يجبروا أحداً الدخول فى الإسلام ولا يرهبوا غير المسلمين ولا يعاقبوهم على ترك الإسلام بالحبس والسجن والإهانة والذلة لأن ذلك ليس من معانى التسامح فى الإسلام فى شئ لذلك قال تعالى : ( لا إكراه فى الدين قد تبين الرشد من الغى فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لاانفصام لها والله سميع عليم ) سورة البقرة 256 أى لا تكرهوا أحداً على الدخول فى الإسلام فإنه بين واضح جلى دلائله وبراهينه لا تحتاج إلى أن يكره أحد على الدخول فيه بل من هداه الله للإسلام وشرح صدره ونور بصيرته دخل فيه على بينة ؛ ومن أعمى الله قلبه وختم على سمعه وبصره فإنه لا يفيد الدخول فى الدين مكرهاً مقسوراً ” المرجع بن كثير 1- ص 310 “

عن ابن عباس قال : كانت المرأة من نساء الأنصار تكون مقلاة فتجعل على نفسها إن عاش لها ولد أن تهوده فلما أجليت بنو النضير كان فيهم من أبناء الأنصار فقالوا : لا ندع أبناءنا فأنزل الله تعالى ( لا إكراه فى الدين قد تبين الرشد من الغى ) وقال مجاهد : نزلت هذه الآية فى رجل من الأنصار كان له غلام أسود يقال له : صيح وكان يكره على الإسلام عنوة قال : ” كان ناس مسترضعين فى يهود قريظة والنضير فلما أمر النبي (ص) بإجلاء بنوا النضير قال أبناؤهم من الأوس الذين كانوا مرتضعين فيهم لنذهبن معهم ولندينن بدينهم فمنعوهم وأرادوا أن يكرهوهم على الإسلام فنزلت ( لا إكراه فى الدين ) “المرجع أسباب النزول للواحدى صـ73 -74 “

2-قال الله تعالى:( فإن حاجوك فقل أسلمت وجهى لله ومن اتبعن ) أى : إذا جادلوك فى التوحيد فقل : أخلصت عبادتى لله وحده لا شريك له ولا ند ولا ولد له ولا صاحب له وادع يا رسول الله إلى طريقته ودينه والدخول فى شرعه وما بعثه الله به الكتابيين من الملمى والأمين من المشركين

3- أنك لو نظرت إلى صفات النبي صلى الله عليه وسلم فى التوراة كما قال عبد الله ابن عمرو : وإنى ارى صفات رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الكتب المتقدمة أنه ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب فى الأسواق ولا يجزئ السيئة بالسيئة ولكن يعفوا ويصفح “المرجع بن كثير 1 /354”  إذا نظرت إلى هذه الصفة إذا كان الذى يتصف بها هو النبي (ص) فإن من صفات من يحبه ويتبعه أن تكون مماثلة لرسول الله صلى الله عليه وسلم

4- إن الله تعالى حذر المسلم من سب آلهة الكفار فقال تعالى : ( ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدواً بغير علم كذلك زينا لكل أمة عملهم ثم إلى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون ) الأنعام آية 108 فإذا كانت هذه الآيات القرآنية منزلة من رب العزة تبين للمسلمين أنه ينبغى عليه أن لا يهين عقيدة من العقائد الأخرى التى تخالف عقيدته حتى لا يهان فى عقيدته فكيف بك وأنت ترى الإسلام يحترم الديانات الأخرى ولكن أصحاب الديانات الأخرى يحاولون أن يدسوا على القرآن ما ليس منه وعلى العقيدة الإسلامية ما ليس منها و لا يعطون علماء المسلمين قدرهم فهل هؤلاء القوم يعرفون عن السماحة شيئاً ؟ لا والله لأنهم لو عرفوا السماحة فى دينهم ما هانوا الأديان الأخرى فكيف بك وأنت ترى مشاعر المسلمين تهان فى كل وقت وحين ؟ فمنذ فترة سمعنا وقرأنا اهانات لرسول الإسلام فهل الإسلام أهان نبياً من أنبيائهم ؟ ما يفعله أصحاب الديانات الأخرى من إهانة وتدمير للمقدسات الإسلامية فانظر إلى ذلك الفارق بين المسلم وغيره ؛ السلم يحفظ لغير المسلم مكانته وكرامته ومقدساته أما غير المسلم فلا يحفظ للمسلم مقدساته ولا كرامته فكيف بك وأنت ترى كل يوم تدمير للمقدسات الإسلامية فى شتى بقاع الأرض وما يتعرض له المسلمون فهل هذا هو الأمن ؟ هل هذه هى السماحة ؟ هل هذا هو العدل ؟.

 


المزيد في: متنوعات

اترك تعليقاً