من هو الفقير

إعلم أن هناك فرق بين الفقير والمسكين فالفقير هو ذلك الإنسان الذى انعدمت عنده سُبُل المعيشة فهذا هو المعدوم الذى لا يملك قوت يومه ؛ أما المسكين فهو ذلك الإنسان الذى يملك قوت يومه فيكفى قدر حاجته فى يومه فقد يكون دخله أقل من حاجته

لهذا قدم الإسلام هذان الصنفان لأنهما الأشد إحتياجاً للمال فيعطوا ما يكفى حاجتهم ؛ وقد تكون الحاجة مالاً أو ملبساً أو مطعماً أو مشرباً وغير ذلك فيُخرج الإنسان لهما من أموال الصدقات أو من مال الزكاة لقوله تعالى : ( إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفى الرقاب والغارمين وفى سبيل الله بن السبيل ) التوبة وعن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من موجبات الرحمة إطعام المسلم المسكين )

وعن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من أصبح منكم اليوم صائماً ؟ قال أبو بكر : أنا يا رسول الله فقال : من تبع منكم اليوم جنازةأبه وأنا يا رسول الله فقال : من عاد منكم اليوم مريضاً ؟ قال أبو بكر : أنا يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما اجتمعت هذه الخصال قط فى رجل إلا دخل الجنة ) وقال أيضاً : ( الساعى على الأرملة والمسكين كالمجاهد فى سبيل الله )

وانظر إلى حرص الصحابة على كفالة الفقراء والمساكين جاء رجل يسأل النبي صلى الله عليه وسلم طعاماً فأخبره رسول الله أنه ليس عنده ما يُطعم به و أمره أن يسأل الناس فسأل رجل من الأنصار فأتى إلى امرأة فقالت له أطعمه فأطعمه الأنصارى وفى الليلة الثانية جاء يتيم يسأل رسول الله طعاماً فأخبره رسول الله أنه ليس عنده ما يُطعمه به وأمره أن يسأل الناس فجاء إلى الرجل الأول فقالت له أطعمه فأطعمه وفى الليلة الثالثة جاء رجل أسير يطلب طعاماً من رسول الله فأخبره أنه ليس عنده ما يُطعمه به وامره أن يسأل الناس فسأل الناس فقام الرجل الأنصارى إلى زوجته فقالت له أطعمه فأنزل الله تعالى : ( ويُطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيرا ) أما قول القائلين بأنها نزلت فى شأن سيدنا على رضى الله عنه لم يرد بذلك دليل واضح غير دليل موضوع وهو ” أن سيدنا على لما مرض الحسن والحسين نذروا أن يصوموا فلما شفى الله الحسن والحسين أرادوا أن يوفوا النذر فصاموا فلما كان فى الليلة الأولى أتاهم مسكين فأعطوا له الطعام ولم يأكلان ولما كان فى الليلة الثانية أتاهم يتيم فأعطوه الطعام ولم يأكلا ” هذه من المزيفات التى وضعها الكذابون —-تفسير بن كثير ج 4


المزيد في: متنوعات

اترك تعليقاً