لماذا نُحب الصحابة

حب الصحابة من أصول الإيمان عند أهل السنة والجماعة لأنهم صفوة البشر الذين اختارهم الله لصحبة نبيه (ص) ونشر دينه ،فهم الذين حفظوا لنا كتاب الله وسنة نبيه (ص) وبلغوا ذلك إلينا ،ولولا هؤلاء الثلة الأخيار لضاعت شرائع الإسلام كما ضاعت اليهودية والنصرانية ومن هنا كان الطعن في الصحابة طعناً فيما حملوه إلينا من الوحي . وقد ورد في فضائل الصحابة من نصوص الكتاب والسنة ما يوجب محبتهم والذب عنهم وبغض منتقضيهم فنحن نحب الصحابة لما يلي :

1- نحب الصحابة لأن الله تعالى قد رضي عنهم فقال : لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا . (الفتح-18)

2- لأن الله تعالى وصفهم بالإيمان فقال : هُوَ الَّذِيَ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ . (الانفال-62)

3- نحب الصحابة لأن الله عز وجل زكاهم ووصفهم بالفلاح ووعدهم الجنة فقال سبحانه : لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ جَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ أَعَدَّ اللّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ . (التوبه-88-89)

4- نحب الصحابة لأن الله عز وجل قال : كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ – (آل عمران -110) قال ابن عباس : هم الذين هاجروا مع محمد (ص) .

5- نحب الصحابة لأن الله عز وجل يحبهم كما قال : فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ – (المائده – 54) قال الحسن : والله ما هي لأهل حروراء ، ولكنها لأبي بكر وعمر وأصحابهما .

6- نحب الصحابة لأن الله عز وجل نعتهم بالإيمان فقال : وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ ءاوَوا وَّنَصَرُواْ أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ . – (الانفال – 74)

7- لأن النبي (ص) جعل محبتهم علامة الإيمان وبغضهم علامة النفاق فقال (ص) آية الإيمان حب الأنصار وآية النفاق بغض الأنصار – متفق عليه

8- نحب الصحابة لأن النبي (ص) نهي عن ذكرهم بسوء.

10- نحب الصحابة لأن النبي (ص) جعلهم خير الناس وأفضلهم فقال : خير أمتي القرن الذي بعثت فيه ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم – رواه مسلم .

11- نحب الصحابة لأن النبي (ص) نهى عن سبهم فقال (ص) : لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه – رواه مسلم

12- نحب الصحابة لأن النبي (ص) قال : لعن الله من سب أصحابي – الطبراني

13- نحب الصحابة لانه النبي (ص) أخبر أن النصر والفتوحات تكون على أيديهم وعلى أيدي أتباعهم وقد كان .فقال النبي (ص) يأتي على الناس زمان يغزو فئام من الناس فقال فيكم من صاحب رسول الله (ص) ؟ فيقولون نعم فيفتح لهم .ثم يأتي على الناس زمان فيغزو فئام من الناس فقال لهم فيكم من صاحب أصحاب رسول الله (ص) ؟ فيقولون نعم فيفتح لهم ثم يأتي على الناس زمان فيغزو فئام من الناس فقال لهم هل فيكم من صاحب من صاحب أصحاب رسول الله (ص) ؟ فيقولون نعم فيفتح لهم – متفق عليه.

14- نحب الصحابة لأنهم وزراء النبي (ص) وأنصاره فقال النبي إن الله تبارك وتعالى اختارني واختار لي أصحاباً فجعل لي منهم وزراء وأنصارا وأصهاراً فمن سبهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه يوم القيامة حرف ولا عدل – رواه الحاكم وصححة.

15- نحب الصحابة لأن محبتهم دليل على محبة النبي (ص) وبغضهم دليل على بغض النبي (ص) فقد فقال (ص) : الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضاً بعدي فمن أحبهم فبحبي أحبهم ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم ومن آذاهم فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ومن آذى الله أوشك أن يأخذه – رواه أحمد والترمذي

16- نحب الصحابة لأن النبي (ص) جعل حفظهم ورعايتهم حفظاً له عليه الصلاة والسلام فقد قال أحفظوني في أصحابي ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم – رواه ابن ماجه

17- نحب الصحابة لأنهم أهل العلم والفضل والأخلاق والصدق كما قال النبي (ص) أرأف أمتي بأمتي أبـــو بكــــر وأشدهم في دين الله عمــر وأصدقهم حياء عثمـــان وأقضاهم علــــي وأفرضهم زيـد بن ثابت وأقرؤهم أُبـــي وأعلمهم بالحلال والحرام معــــاذ بن جبل ألا وإن لكل أمة أميناً وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح – الحاكم في المستدرك.

قال ابن مسعود رضي الله عنه في وصف النبي (ص) وأصحابه من كان مستناً فليستن بمن قد مات فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة أولئك أصحاب محمد (ص) أبر هذه الأمة قلوباً وأعمقها علماً وأقلها تكلفا قوم أختارهم الله تعالى لصحبة نبيه وإقامة دينه فاعرفوا حقهم وتمسكوا بهديهم فإنهم على الهدي المستقيم – رواه ابن عبد البر .

إنما يعرف فضائل الصحابة من تدبر أحوالهم وسيرهم وآثارهم في حياة رسول الله (ص) وبعد موته من المسابقة إلى الإيمان والمجاهدة للكفار ونشر الدين وإظهار شعائر الإسلام وإعلاء كلمة الله ورسوله (ص) وتعليم فرائضه وسننه ولولاهم ما وصل إلينا من الدين أصل ولا فرع ولا علمنا من الفرائض والسنن سنة ولا فرضاً ولا علمنا من الأحاديث والأخبار شيئاً .

فمن طعن فيهم أو سبهم فقد خرج من الدين ومرق من ملة المسلمين لأن الطعن لا يكون إلا عن اعتقاد مساويهم وإضمار الحقد عليهم وما لرسول الله (ص) من ثنائه عليهم وفضائلهم ومناقبهم وحبهم.

وأنشده أبو بكر بن الطيب لبعضهم:
أني رضيت علياً قدوة علماً * كما رضيت عتيقاً صاحب الغار
وقد رضيت أبا حفصٍ وشيعته * وما رضيتُ بقتل الشيخ في الدار
كلّ الصحابة عندي قدوة علم * فهل عليّ بهذا القولِ من عار
إن كنت تعلم أني لا أحبهم * إلا لوجهك فاعتقني من النار


المزيد في: متنوعات

اترك تعليقاً