ولا تقتلوا أولادكم 1

قال تعالى : ( ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم ) الأنعام

إن الآيات القرآنية لم تقف على الوصية بالوالدين فحسب بل إننا نجد أن القرآن يأتى لينهى الإنسان عن جريمة هى من أبشع الجرائم ألا وهى قتل الأولاد نجد أن الله عطف قوله : ( ولا تقتلوا أولادكم من إملاق ) على الوصية بالوالدين والأجداد عطف على ذلك الإحسان إلى الأبناء والأحفاد وإذا تأملنا فى الجاهلية نجد أن هناك عادة انتشرت فى الجهلية ألا وهى وئد البنات حيث أن الشياطين قد سولت لهم ذلك ظناً منهم أن فى ذلك خشية العار وربما قتلوا بعض الذكور

عن عبد الله بن مسعود أنه سأل رسول الله أى الذنب أعظم ؟ قال : ( أن تجعل  لله نداً وهو خالقك قلت ثم أى ؟ قال : أن تقتل ولدك خشية أن يُطعم معك ؛ قلت ثم أى ؟ قال : أن تزنى بحليلة جارك ثم تلا رسول الله ” والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر ولا يقتلون النفس التى حرم الله إلا بالحق ” ) وقوله تعالى : ( من إملاق ) قال بن عباس وقتادة الفقر أى لا تقتلوهم من فقركم ( نحن نرزقهم وإياكم )حكى النقاش عن مؤرخ قال : الإملاق الجوع وقال المنذر بن سعيد : الإنفاق وذكر أن علياً رضى الله عنه قال لامرأته أملق من ماك شئ ” يعنى أنفق ” وبدأ برزقهم للإهتمام بهم أى لاتخافوا من فقركم بسبب رزقهم فهو على الله وأما هنا فلما كان حال الفقر حاصلاً قال : ( نحن نرزقكم وإياهم ) لأنه الأهم هنا وهذه الآية دالة على أن الله تعالى أرحم بعباده من الوالد بولده لأنه نهى عن قتل الأولاد كما أوصى الآباء بالأولاد فى الميراث وكان أهل الجاهلية لا يورثون البنات بل كان أحدهم ربما قتل ابنته لئلا تكثر عيلته فنهى الله عن ذلك ( من إملاق ) أى خوف أن تفتقروا فى ثانى الحال ولهذا قدم الإهتمام برزقهم فقال : ( نحن نرزقهم وإياكم ) أى ذنب عظيم سوف يحاسبهم الله عز وجل على هذا الأمر فى الآخرة لأنهم حرموا عليهم ما رزقهم الله عز وجل وإن كان الله قد نهى عن هذه العادة السيئة حتى يطهر المجتمع الذى تسلطت عليه أهواء الشياطين وإتباع هواهم كان الناس فى الجاهلية ينقادون لهذا الأمر دون أن يميزوا بين هذه الفعلة وما يترتب عليها لأن أمراض الجاهلية سيطرت على أنفسهم فجعلت قلوبهم تزداد غلظة وقساوة يوماً بعد يوم تأمل فى هذا الموقف أب يأتى بابنته التى هى حديثة فى سنها فى بداية مولدها يأخذها قلب قاس لا يحن عليها ويحفر لها حفرة فى الصحراء حتى يدفنها حية فيها البنت ترى تراب على لحية أبيها فتنفضها حتى تزيل التراب من لحيته والأب ينظر إليها  ليتأمل فى هذا الفعل الذى فعلته ابنته حتى يرق قلبه إليها يأخذها ملفوفة فى ثيابها ويضعها فى حفرة صغيرة ويُهيل عليها التراب حتى تموت فتلقى رببها ( وإذا المؤدة سثئلت بأى ذنب قُتلت ) ما الذى جعل هؤلاء الشياطين من بني الإنسان يفعلون مثل هذه الجريمة إنها سيطرة النفس وقسوة القلب وغلظة الضمير زين لهم الشيطان ذلك فانقادوا ورائه وكانت أمهاتهم ترق قلوبهم لهذا ولكن لا يستطيعون فعل شئ أما فى زماننا هذا نرى بعض الأمهات يفعلن ذلك فهل نُزعت الرحمة من قلوب هؤلاء ؟وما ذنب هؤلاء الأطفال 


المزيد في: نفحات ايمانيه

اترك تعليقاً