إتيان الفواحش

قال تعالى ( ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا تقتلوا النفس التى حرم الله إلا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون ) ( ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ) كقوله تعالى : ( قل إنما حرم ربى الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغى بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطاناً وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون ) وقال تعالى ( وذروا ظاهر الإثم وباطنه ) قال مجاهد المعصية فى السر والعلانية وقال قتادة أى سره وعلانيته قليله وكثيره وقال السدى ظاهره الزنا مع البغايا ذوات الرايات وباطنه الزنا مع الخليلة والأخدان وقال عكرمة ظاهره نكاح المحارم والصحيح أن الآية عامة فى ذلك كله فهؤلاء الذين يكسبون الإثم سواء كان ظاهراً أم خفياً فإن الله سيجزيهم عليه

عن النواس بن سمعان قال سألت رسول الله عن الإثم فقال : ( الإثم ما حاك فى صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس ) مسلم 2553 ومن أمثلة ذلك الحقد والحسد والغش والبغى والغل والخداع والمكر والأمر بالمعاصى والنهى عن طاعة الله والإبتداع فى دينه والدعوة إلى البدعة والضلال والمسلم إذا صار متمسكاً بهذه المعاصى هان على الله غاية الهوان قال الحسن البصرى هانوا عليه فعصوه وإذا هان العبد على الله لم يكرمه الله ( ومن يهن الله فما له من مكرم ) وإن عظمه الناس فى الظاهر ولا يزال العبد يرتكب الذنب حتى يهون عليه ويصغر فى قلبه وذلك علامة الهلاك فإن الذنب كلما صغر فى عين العبد عظم عند الله عن بن مسعود قال ( إن المؤمن يرى ذنوبه كأنها أصل جبل يخاف أن يقع عليه وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب وقع على أنفه فقال به هكذا فطار )؛

وإن كثرة الذنوب تُرث الذل وإن العز كل العز فى طاعة الله ( من كان يريد العزة فلله العزة جميعاً ) أى فليطلبها بطاعة الله كان من دعاء بعض السلف اللهم أعزنى بطاعتك ولا تذلنى بمعصيتك

قال حسن البصرى إنهم وإن طقطقت بهم البغال وهملجت البراذين إن ذل المعصية لا يفارق قلوبهم أبى الله إلا أن يذل من عصاه

رأيت الذنوب تميت القلوب   وقد يورث الذل إدمانها

وتك الذنوب حياة القلوب    وخير لنفسك عصيانها

وهل أفسد الدين إلا الملوك  وأحبار سوء ورهبانيها

المراجع

1- القرآن الكريم

2- صحيح البخارى ومسلم

– الداء والدواء

4- تفسير بن كثير


المزيد في: نفحات ايمانيه

اترك تعليقاً