الإحسان إلى الوالدين

قال تعالى : ( وبالوالدين إحسانا ) الإحسان إلى الوالدين برهما وحفظهما وصيانتهما وامتثال أمرهما والحسن هو عبارة عن كل مبهج يسر النفس ومرغوب فيه ومنه الحسن وهو عباراة عن كل مايسر من نعمة تنال الإنسان فى نفسه وبدنه وهو غير الإحسان الذى هو إيصال الحسن إلى الغير بمعنى الإنعام

 

الوصايا بالوالدين : اهتم القرآن بالوالدين وأمر ببرهما حيث جاء الأمر بذلك فى قوله تعالى : ( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحسانا ) فالله سبحانه هو المتفضل على عباده وهو المستحق بالعبادة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لسيدنا معاذ بن جبل : ( أتدرى ما حق الله على العباد ؟ إذا فعلوا ذلك أن لا يعذبهم ) ثم أوصى بالوالدين فهما سببا فى الخروج إلى هذا الوجود بعد العدم ويأتى أمر آخر من الله ( وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا ) قضى أى وصى وأمر ( فلا تقل لهما أف ) أى لا تسمعهما قولاً سيئاً ولا التأفف الذى هو أدنى مراتب القول السيئ ( ولا تنهرهما ) ولا يصدر منك فعل قبيح لهما وقال عطاء لا تنفض يدك عليهما ( وقل لهما قولاً كريما ) ليناً حسناً بتأدب وتو قير وتعظيم ( واخفض لهما جناح الذل من الرحمة ) أى تواضع لهما بفعلك ( وقل رب ارحمهما كما ربيانى صغيرا ) فى كبرهما وعند وفاتهما 

 

ذكر النيسابورى فى أسباب النزول ( ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا ) قال : نزلت فى سيدنا سعد بن أبى وقاص ذكر أنه لما أسلم قالت له أمه يا سعد بلغنى أنك صبوت فوالله لا يظلنى سقف بيت من الضح والريح ولا آكل ولا أشرب حتى تكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم وترجع إلى ما كنت عليه وكان أحب ولدها إليها فأبى سعد فصبرت ثلاثة أيام لم تأكل ولم تشرب ولم تستظل بظل حتى خشى عليها فأتى سعد رسول الله وشكا ذلك إليه فأنزل الله ( ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا ) وعن ابن عباس قال : نزلت فى عياش بن أبى ربيعة قال بن اسحاق : ثم خرج عمر بن الخطاب وعياش بن أبى ربيعة المخزومى حتى قدمنا المدينة قال عمر : اعتدت لما أردنا الهجرة إلى التناضب ثم أضاة بنى غفار فوق سرف وقلنا : أينا لم يُصبح عندها فقد حُبس فليمض صاحباه قال : فأصبحت أنا وعياش بن أبى ربيعة عند التناضب وحُبس عنا هشام وفتن فافتتن فلما قدمنا المدينة نزلنا فى بني عمرو بن عوف بقباء وخرج أبو جهل بن هشام والحارث بن هشام إلى عياش وكان ابن عمهما وأخاهما لأمهما حتى قدما علينا المدينة ورسول الله بمكة فكلماه وقالا : إن أمك قد نذرت أن لا يمس رأسها مشط حتى تراك ولا تستظل من شمس حتى تراك فرق لها عياش فقلت له: والله ما أراد القوم إلا ليفتنوك عن دينك فاحذرهم والراجح أنها نزلت فى سيدنا سعد رضى الله عنه والآية عامة فى المؤمنين هذه الآيات كلها تدعوا إلى الوصية بالوالدين وأن يدخل فى نفسيهما البهجة والسرور ويحرص على أن لا يُسئ إليهما  


المزيد في: نفحات ايمانيه

اترك تعليقاً