هجر الأقارب 3

قال القاضى عياض فى قول الله تعالى فى الحديث القدسي  ( أما ترضين أن أصل من وصلك ) الصلة العطف والحنان وصلة الله تعالى عبادة ورحمة لهم وعطف سبحانه بنعمته عليهم أو صلته لهم بأهل ملكوته والرفيق الأعلى وقربه منهم وشرح صدرهم لمعرفته وأما الصلة من العبد فهى الإحسان إلى الأقربين من ذوى النسب والأصهار والتعطف عليهم والرفق بهم والرعاية لأحوالهم والقطع على خلاف ذلك ولا خلاف أن صلة الرحم واجبة على الجملة وأن قطعها كبيرة والصلة درجات بعضها فوق بعض وادناها ترك المهاجر والكلام ولو بالسلام ويختلف ذلك باختلاف القدرة عليها والحاجة إليها فمن الصلة ما يجب ومنها ما يستحب ولا يسمى من وصل بعض الصلة ولم يبلغ أقصاها قاطعاً ولا من قصر عما ينبغى أو قصر عما يقدر عليه قاطعاً — مسلم بشرح النووى 16 / 96 وقد ربط رسول الله بين صلة الرحم وبسط الرزق عن أنس بن مالك قال سمعت رسول الله يقول : ( من سره أن يُبسط عليه رزقه أو يُنسأ فى اثره فليصل رحمه ) مسلم 2557

وعن أبى هريرة أن رجلاً قال يا رسول الله (إن لى قرابة أصلهم ويقطعوننى وأحسن إليهم ويسيئون إلى وأحلم عنهم ويجهلون على فقال ” لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم الملَّ ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك ) ومن حق القريب على قريبه أن يساعده بماله إذا افتقر وأن يُمده وقت الحاجة ويُفرج كربته ويُنفس عنه غُمته وإن كان هذا هو حق كل مسلم فهو بالقريب أولى وأجد قال تعالى : ( وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا ) الإسراء 26 ومن حق ذوى الرحم الإحسان إليهم بقدر الطاقة والشفقة عليهم وتقديم النصح لهم وإفشاء السلام عليهم وعيادة مرضاهم والسؤال عنهم وشهود جنائزهم ومقابلة الإساءة منهم بالإحسان إليهم ومن كان ذا مال فأقاربه أولى الناس بصلته وبره وصدقته قال تعالى : ( يسألونك ماذا يُنفقون قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين واليتامى والمساكين وبن السبيل وما تفعلوا من خير فإن الله به عليم ) البقرة 215   


المزيد في: نفحات ايمانيه

اترك تعليقاً