دور الدين في الحياة ، هل هو في دور العبادة فقط!

المسجد له دور هام فى حياة المسلم ومن ذلك :

  1. أنه ملتقى العلم الدينى والدنيوى والسياسى وكل ما يتعلق بشؤون الناس.
  2. مقر للحكم فى عهد الرسول صلى الله عليه وسلم.
  3. التاريخ قدم لنا نماذج من أطباء وعلماء فى شتى المجالات تخرجوا من المسجد كابن سينا وغيره، وإذا أردت أن تعرف دور المسجد فى بناء الأمة فاقرأ المزيد فى هذا البحث.
  4. ماذا قدم العلمانيون للاسلام فى علوم الطب والهندسة وغيرها من العلوم ، هل تخرج فيهم طبيب كالفارابى و ابن سينا وغير هؤلاء ، لو نظرت لوجدت أنهم قدموا لنا الكثير والكثير فى الطب وغير ذلك ، وفى الآداب وغير ذلك فإذا أردت أن تعلم ماذا قدم العلمانيون اكمل قراءة البحث.
  5. لماذا الفصل بين الدين والسياسة ؟ لأن المسجد له دوره وهو الدعوة إلى الله فقط.
  6. لماذا تكون علمانياً ؟.

كل ذلك تجده عند قراءة هذه الرسالة لكى تعرف المفهوم الحقيقي للعلمانية.

دور المساجد فى إدارة شؤن المسلمين :

المسجد هو حجر الزاوية فى حياة المسلمين منه تنطلق الفكرة الإسلامية الواحدة لتطبق فى كل مكان ولهذا فإن أول عمل قام به رسول الله عقب هجرته هو تاسيس المسجد الذى أصبح مدرسة الدعوة الإسلامية الاولى ودار الدولة الإسلامية الكبرى تلك المدرسة التى فتحت أبوابها لمختلف الأجناس من عرب وعجم ومختلف الألوان من بيض وسود و مختلف الطبقات من أغنياء وفقراء ومختلف الأعمار من شيوخ وشباب وغلمان وفتحت ابوابها للمرأة تحضر الجماعة وتشهد دروس العلم فى عصر كانت المرأة فيه مخلوقا لا حق له فى التعليم و لا فى مشاركة الرجل فى الحياة.

“1”  شهد غوستاف لوبون لدور المساجد فى الحياة العلمية الفكرية فقال :” وكما أن مساجد المسلمين مركز للإجتماع وملجأ للغرباء ومرجع للمرضى هى كذلك موئل للتعليم وفى أصغر المساجد يعلم الأولاد وتعد المساجد الكبيرة من الجامعات التى لا تقل أحياناً عن جامعات أوربا.

“2” ومن هذه المساجد المسجد النبوى الذى كان ولا يزال أول جامعة تعلم المسلمون فيه علوم الدين والدنيا فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يبن للمسلمين أمراً من أمور الدنيا نادى الصلاة جامعة وفيه كانت تدار أمور دولة المسلمين وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستقبل الوفود فى مسجده من هذه الوفود وفد نجران وهو وفد نصرانى استقبله النبي صلى الله عليه وسلم بمسجده ؛ وفيه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجهز الجيوش ؛ ويجمع أموال الزكاة ويوزعها على أهلها ؛ وفيه كان النبي صلى الله عليه وسلم يفصل فى أمور الناس ؛ وكانت خطب الرسول السياسية تدار بالمسجد  ولما كثرت الفتوحات فى شتى ارجاء البلاد ازداد دور المساجد واحتفظ المسجد بدوره الريادى فعمل الصحابة على انشائها من هذه المساجد:

– مسجد عمرو بن العاص بمدينة الفسطاط بالقاهرة قال عنه المقريزى ” هذا الجامع بمدينة فسطاط مصر ويقال له تاج الجوامع وجامع عمرو بن العاص وهو أول مسجد أسس بديار مصر ” “1”

– جامع أحمد بن طولون وكانت به حلقات علم متنوعة فى الفقه بمذاهبه الأربعة وفى علوم التفسير والقرءات والحديث والطب والفلك والجغرافيا والرياضة وكان بجواره مكتب لإقراء أيتام المسلمين كما كان بمؤخرة خزانة شراب ” صيدلية ” فيها جميع الأشربة “2”

– الجامع الأزهر وهو منارة العلم على مر العصور إليه يهتدى من اراد أن يتعلم العلوم النافعة وهو الجامع والجامعة الذى أدى و لا يزال يؤدى مهمته على أكمل وجه مهما اراد به الكائدون ولن يستطيع أن ينال منه المريدون له السوء والتاريخ خير شاهد على دور الأزهر وعلمائه فى الدفاع عن هذه البلد التى وهبنا الله إياها فالأزهر كان ولا يزال له دور فى قيادة الناس وتوجيههم إلى ما فيه صالح الناس والأمة.

ولا ننسى دور الأزهر وعلمائه فى صدر غارات الأعداء فكان للأزهر دور فى ثورة القاهرة الأولى والثانية وفى صدر الحملة الفرنسية على مصر وكان من أبناء الأزهر قواد فى الجيش المصرى أمثال أحمد عرابى ومصطفى كامل وفى مجال السياسة نجد أن ابناء الأزهر عملوا فى السياسة ومن أمثال هؤلاء سعد زغلول بل لعلماء الزهر دور فى نشر الثقافات فى التاريخ والطب وغير ذلك فهل نسى هؤلاء ما قدمه الأزهر لمصر وأهلها ثم إنهم الآن يريدون أن يقتصر دور علماء الأزهر على المساجد فقط.

[ يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون ]،  ومن العجيب أننا نرى هؤلاء يدعون البطولات وأنهم هم من قام بالثورات وأنهم هم الذين حرروا الناس من الطاغوت وهم الذين كانوا يصفقون وينعقون ويقولون نريدها علمانية لا دينية فى وقت دفع كثير من الإسلاميين حياتهم ثمناً من أجل كرامة الناس كم من أناس سجنوا ولا ذنب لهم إلا أنهم قالوا ربنا الله وأصبحت المساجد يراقب من يدخلها ويخرج منها وما وجدنا هؤلاء يدافعون عنهم حتى تحت دعوى حقوق الإنسان وإذا حبس ممثل من الممثلين قال كلمات فيها ازدراء للأديان قالوا ان هذا يتنافى مع حقوق الإنسان وحريته وإذا حبس مسلم من أجل كلمة حق كأنه شيئ لم يكن فأين كان هؤلاء فى زمن أتيحت لهم الفرصة ليكون لهم وزن هل قالوا كلمة حق عند سلطان جائر ؟ اللهم لا ! ما وجدناهم إلا يصفقون ويلهللون ويقولونها، كما قال ذلك بعض المتحولين قالوها ذات مرة نريدها علمانية وهم الآن تحولوا من مهاجم يقف ضد الإسلاميين إلى موقف يظهر فيه الوقوف بين هؤلاء وهؤلاء [ مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء و لا إلى هؤلاء ].

ألم يكن هؤلاء عوناً للمفسدين على إفساد  أحوال الناس ويدعون أنهم ينأون بالإسلام عن السياسة لأن السياسة كذب وخداع ونفاق ولو فهم هؤلاء الإسلام لعلموا أن الإسلام ينهى عن الكذب والخداع فى كل شيئ حتى فى السياسة نفسها فلا خير فى سياسة تقوم على الكذب والخداع بل إن الإسلام أمر الحاكم بالصدق مع رعيته فقال تعالى : [ إن الله لا يهدى من هو كاذب كفار ] .

ولو علم هؤلاء مدلول كلمة علمانية لوجدوا أن معناها فى الاصطلاح لا صلة له بكلمه العلم وقد ظهرت في أوربا منذ القرن السابع عشر وانتقلت إلى الشرق في بداية القرن التاسع عشر وانتقلت بشكل أساسي إلى مصر وتركيا وإيران ولبنان وسوريا ثم تونس ولحقتها العراق في نهاية القرن التاسع عشر أما بقية الدول العربية فقد انتقلت إليها في القرن العشرين ،وقد اختيرت كلمه علمانية لأنها اقل إثارة من كلمه لا دينية.

ومدلول العلمانية المتفق عليه يعني عزل الدين عن الدولة وحياة المجتمع وإبقاءه حبيساً في ضمير الفرد لا يتجاوز العلاقة الخاصة بينه وبين ربه فان سمح له بالتعبير عن نفسه ففي الشعائر التعبدية والمراسم المتعلقة بالزواج والوفاة ونحوهما.

وتتفق العلمانية مع الديانة النصرانية في فصل الدين عن الدولة حيث لقيصر سلطة الدولة ولله سلطة الكنيسة وهذا واضح فيما ينسب للسيد المسيح من قوله : (إعط ما لقيصر لقيصر وما لله لله).

أما الاسلام فلا يعرف هذه الثنائية والمسلم كله لله وحياته كلها لله ( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين )

 

ولكن ما هو السبب فى نشأة العلمانية ؟

إن هذا المصطلح لم يعرف إلا فى العصور المتأخرة إبان الثورة الفرنسية حيث ثار الشعب على الكنيسة فى زمن منعت فيه الكنيسة الناس من التعليم إلا أمور العقيدة تحت دعوى أن الرب حرم هذا بينما كان المسلمون يواصلون تقدمهم العلمى فى شتى العلوم من طب وفلك وهندسة وغير ذلك ولأن الإسلام دين أمرنا بالعلم فقال تعالى : [ إقرأ بسم ربك الذى خلق ، خلق الإنسان من علق إقرأ وربك الأكرم ، الذى علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم ]

وقال تعالى :  [ إنما يخشى الله من عباده العلماء ] وقال تعالى : [ وفوق كل ذى علم عليم ] بل إن الإسلام جعل طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة بل إن النبي صلى الله عليه وسلم جعل فداء أسري بدر أن يعلم كل واحد منهم عشرة من المسلمين ، فتأملوا فى ذلك فوجدوا فرقاً بينهم وبين ما وصل إليه المسلمون من تقدم فى كل شيئ فثاروا على الكنيسة ثم بدأت دعوتهم إلى فصل الدين عن الدولة وعزل الدين فى الكنيسة أما المسلمون فقد دعاهم الإسلام إلى العلم والعمل ولا أدرى أما يستحى هؤلاء الذين يدعون أن الإسلام كان السبب فى تخلف المسلمين ونسوا ما فعلوه أسيادهم حيمنا احتلوا بلاد المسلمين لما عملوا على منع التعليم وتفننوا فى اعاقة المسلمين عن التقدم وهل علم هؤلاء أن علماء المسلمين كانوا سبباً فى تقدمهم فى الطب والفلك وغير ذلك  وإذا نظرنا إلى القرآن الكريم نجد أن الله تعالى قال : [ وقل رب زدنى علما ] “1”
– وقال تعالى : [ قل هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون ] “2”
– وقال تعالى : [ يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أتوا العلم درجات ] “3”.

أليس هذا دستوركم يا من تدعون أنكم تريدون أن تحفظوا الإسلام فهل دعاكم إلى التخلف علمائكم كما دعا رجال النصرانية أبنائهم إلى التخلف ؟ يا من لا تعقلون يا من لا تفهمون يا من ادعيتم أنكم تحبون الإسلام تعلموا دينكم ثم تكلموا عنه ولا تتكلموا وأنتم جاهلون ما به وإذا كان هذا هو القرآن يدعوا إلى التعلم فانظروا إلى سنة نبيكم صلى الله عليه وسلم وهو يقول : ( من يرد الله به خيراً يفقه فى الدين ) “4”
– وقال أيضاً : ( من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة ) رواه مسلم
– وقال أيضاً : ( الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله تعالى وماوالاه وعالماً أو متعلماً ) “5”

بل إن النبي صلى الله عليه وسلم بين لنا أن كاتم العلم فى النار فقال صلى الله عليه وسلم : ( من سئل عن علم فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار ) الترمذى،  فهل فى هذا دعوة إلى التخلف حتى يدعى هؤلاء أن الإسلام هو سبب تخلف المسلمين لو نظر هؤلاء إلى التابعين لوجدوا أنهم تقدموا فى كل شيئ فى عصر كانت تعيش أوربا فيه فى حالك الظلمات فأنشأ الخلفاء المكتبات : وكانت المكتبات نوعان  1- عامة  أنشأها الخلفاء والأمراء وكانت تشيد لها ابنية خاصة وأحياناً تلحق بالمساجد والمدارس الكبرى “6” ومنها مكتبة دار الحكمة بالقاهرة ومثل هذه المكتبات فى الاندلس وبغداد ودمشق أما المكتبات الخاصة فقد ملأت ديار العلم الإسلامى ومنها مكتبة جمال الدين القفطى”1″

اما فى المجالس والندوات فقد بلغت هذه الأمة من الشغف بالعلم والظمأ لارتياد مناهله حداً يشعرك بعظمتها ورقيها “2”

أما فى الطب فالله تعالى أمرنا بالتداوى قال تعالى : [ وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذى من الجبال بيوتاً ومن الشجر ومما يعرشون ثم كلى من كل الثمرات واسلكى سبيل ربك يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس ].

وهذا دليل على أن الإسلام لم يكن هو السبب فى تخلف المسلمين وإنما دعا إلى التقدم فى الطب وفى كل شيئ ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لكل داء دواء فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله ) قال القاضى : وفى هذا الحديث جمل من علوم الدين والدنيا وصحة علم الطب وجواز التطبب “3”

يقول لوبون : ” الطب والفلك والرياضيات والكمياء من أهم العلوم التى عُنى بها العرب وفى هذه العلوم أتم العرب أعظم اكتشافاتهم ومن حسن الحظ ان ترجمت مؤلفاتهم الطبية إلى اللغات الأوربية فلم يتلف قسم كبير منها كما أصاب كتبهم الأخرى ” “4”

ويقولون أيضاً : ” إن أهم تقدم للعرب فى عالم الطب هو ما كان فى الجراحة وتشخيص الأمراض وأ نواع الأدوية والصيدلة “”1”

ومن أشهر الأطباء الرازى وعلى بن العباس المجوسي وابن سينا و ابو القاسم القرطبى وبن رشد وغيرهم كثير، أما فى بناء المستشفيات : فكانت عندهم نوعان 1- متنقل 2- ثابت

أما فى الفلك : يقول لوبون : ” وأنشاوا المراصد فى كل مكان من آسيا الوسطى ودمشق وسمرقند والقاهرة وبغداد وفارس وطليطلة وقرطبة وكان أهمها مرصد الأندلس وبغداد ومصر  “2”

أما صناعة البارود فيقول لوبون : ” المسلمون هم الذين اخترعوا البارود قبل الأوربيون واخترعوا بارود المدافع السهل الإنفجار ” “3”

أما فى جانب البعثات فلقد كان للأزهر وعلمائه دور عظيم فى تعليم اللغات الأجنبية وكان من علماء الأزهر الشريف قادة فى الجيوش أمثال عرابى وغيره فى زمن لم يكن فيه ما يسمى بجامعة القاهرة وغير ذلك من الجامعات لا فى مصر ولا فى خارجها.

أما فى جانب الصحافة والإعلام فأول من أسس الصحف وعمل بها هم من تربوا فى المساجد وخاصة الأزهر وأول من أُرسلوا فى البعثات الخارجية للأخذ من حضارة الغرب هم أبناء الجامع الأزهر ولم يكن للأزهر فى ذلك الزمان مكان يتعلمون فيه إلا الأزهر ثم يأتى من لا يعرفون عن دور المساجد شيئ يقولون لابد من فصل الدين عن السياسة أو بمعنى أوضح عن الدولة بمعنى أن يكون الحاكم فى جانب وعلماء الأمة فى جانب وما فسدت أحوال الأمة إلا بفصل الدين عن الدولة.

قال صلى الله عليه وسلم : ( إثنان إذا صلحا صلح الناس وإذا فسدا فسد الناس العلماء والأمراء ) فيا أمة اقرأ التى لم تقرأ ، هل قرأتم تاريخكم جيداً وعلمتم أنه لكم الفضل على الأمم كلها والسبب فى ذلك هو دينكم الذى أمركم بالتعلم يا من تلهثون خلف اعدائكم وترددون مقوله عملائهم من أن دينكم هو سبب تخلفكم أتدرون ما هو السبب فى تخلف المسلمين ؟ السبب فى ذلك أمور كثيرة منها :

1- أن أمة اقرأ، لا تقرأ ولو قرأوا القرآن لوعووا ما فيه ولكنهم لم يقرأوا ولم يعوا ما فيه ولو سألتهم لقالوا لك إننا نقرأ القرآن ونعيه جيداً أقول لهم كذبتم لم تقراوا القرآن ولم تعوا ما فيه ولو قرأتم القرآن جيداً لأدركتم أن الله أمرنا بالعلم فقال : [ أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت ، وإلى السماء كيف رفعت، وإلى الجبال كيف نصبت، وإلى الأرض كيف سطحت] ، فهي دعوه للتفكر والتعلم.

2- الإستعمار : حيث كان له أثر كبير فى نشر التخلف والأمية وليس أمية القراءة والكتابة فقط وإنما أمية الدين بحيث يبعدون المسلمون عن دينهم وهذا ما قاله القس زويمر يقول ” لقد قبضنا أيها الإخوان فى هذه الحقبة من الدهر من ثلث القرن التاسع عشر إلى يومنا هذا على جميع برامج التعليم فى الممالك الإسلامية — إلى أن قال إنكم أعددتم بوسائلكم جميع العقول فى الممالك الإسلامية إلى قبول السير فى الطريق الذى مهدتم له كل التمهيد إخراج المسلم من الإسلام لقد أعددتم نشأ لا يعرف الصلة بالله ولا يريد أن يعرفها وأخرجتم المسلم من الإسلام ولم تدخلوه فى المسيحية وبالتالى جاء النشئ طبقاً لما أراده الإستعمار، “جذور البلاء “276 ومما حاول الإستعمار أن يفعله هو تغير اللغة بحيث تسود لغتهم فى جميع أقطار البلاد الإسلامية فعملوا على إنشاء المدارس التى تنشر لغتهم وأهملوا مدارس المسلمين فاستطاعوا فى بعض الدول العربية أن يغيروا لغتها إلى الأجنبية إلا أنهم لم يستطيعوا أن يفعلوا ذلك بفضل الله أولاً ثم بفضل الأزهر ذلك الحصن الحصين للغة العربية وللدين الإسلامى فلم يستطيعوا ذلك فى مصر ولم يغيروا لغة أهلها.

3- حاولوا افساد التعليم فى بلاد الإسلام خدمة للغرب بدعوى السير على نهجهم.

 

ويبقى السؤال الآن ماذا أخذنا من العلمانية

الجواب على ذلك أخذنا من العلمانية الكثير والكثير

أولاً : التبعية للغرب فى كل شيئ حتى فى الجانب الإقتصادى ومعنى ذلك أن يقع المسلمون تحت رحمة الغرب وذلك عن طريق الديون الإقتصادية وكثرة الديون حتى لا تكون للمسلمين كلمة ولا رأى لهم

ثانياً : أما فى مجال التعليم وأثر العلمانية فيه فحدث ولا حرج فلقد سعى هؤلاء إلى الفصل بين الدين والتعليم وهو ما نجحوا فيه حيث أن تعليم الدين سواء أكان إسلامى أم مسيحي حصيلة ما يأخذه الطلاب فى نهاية العام لا شئ وإذا سألته عن فرائض الوضوء مثلاً ما استطاع أن يجيب لأنه خاوى وأصبح ما يدرس من الدين أن الإسلام ما جاء إلا لهدم الأوثان فقط وفى نهاية العام تحذف مادة الدين من المجموع ويضيفون إلى المجموع مادة الخط فأصبحت مادة الخط عندهم لها قيمة أما الدين فلا ، وإذا قلت لهم ولما لا تجعلون مادة الدين مادة أساسية ؟ قالوا لك إن هناك نصارى ؛ ألا يحتاج النصارى إلى أن يتعلموا دينهم ؟ إنها حجة واهية وما المانع أن يكون الدين عندهم مادة أساسية ألم يقل الله تعالى : [ لكم دينكم ولى دين ]

ثالثاً : أما فى جانب الأخلاق : لما فصل الطلاب عن تعليم الدين فى المدارس ساءت الأخلاق بين التلاميذ بعضهم البعض فأصبحنا نسمع من الشتائم والسباب وغير ذلك ولا يتحرج الطالب أن يسب أستاذه وغير ذلك.

رابعاً : أما فى جانب الإختلاط فى المدارس فانظر إلى ما آل إليه أحوال الشباب ربما تجد الفتاة لم تتجاوز الخامسة عشر من العمر وتجد أنها معقود عليها بعقد عرفى تحت دعوى أنها تحب ، وانظر إلى القضايا فى المحاكم تجد أنها بسبب الزواج العرفى وانظر إلى حال الجامعات وهو أشد سوء فى الإختلاط فى المدرجات فإذا أراد أستاذ أن يفصل بين الطلاب قال له إخوانه إنك رجعى ومتخلف دع الأولاد ينفسون عن أنفسهم وانظر إلى ساحات الجامعات وما فيها فلا يتحرج طالب أن يقبل فتاة أمام الناس تحت دعوى أنه يحبها فماذا قدمت العلمانية فى هذا الجانب إنهم حققوا ما أرد زويمر.

خامساً : أما فى جانب الإعلام : وهذا هو السلاح الذى يملكونه لأنهم لا حظ لهم بين الناس فانظر إلى حربهم الشرسة على الدعاة الى الله تعالى لأنهم يدعون الناس إلى العفاف ويدعون المرأة إلى العفاف والطهارة فيقولون إنها دعوة إلى الرجعية و أن الدعاة إلى الله دعاة للفتنة فيجب أن تكون دعوتهم فى المسجد أما فى الإعلام فلا، وهذا ما أرادوا أن يحققوه فمنعوا بث القنوات الدينية فى وقت أعطيت فيه الرخص لقنوات الرقص والمجون وغير ذلك ولكن : [ ويمكرون ويمكر الله ] وما فعلوه فى المساجد أعظم فماذا قدم العلمانيون للناس ؟

 

المراجع

، من روائع حضارتنا ، العبادة فى الاسلام د/ يوسف القرضاوى ، حضارة العرب غوستاف لوبون ، الخطط للمقريزى ،  حسن المحاضرة ، حضارة العرب

 

وأخيراً الحمد لله رب العالمين أن أتم علينا بنعمة الإسلام والسلام عليكم ورحمة الله

جمع وترتيب الشيخ /     هانى عبد رب النبي محروس جلاله

إمام وخطيب ومدرس بالأوقاف المصرية


المزيد في: متنوعات

اترك تعليقاً