لقد حذرنا الله تعالى من هجر الأقارب  وعدم صلتهم قال الله تعالى : ( ويقطعون ما أمر الله به أن يُصل ويُفسدون فى الأرض ) البقرة آية 26 – 27 قال أبو جعفر الرازى عن أبى العالية فى هذه الآية  ست خصال من المنافقين إذا كانت فيهم الظهرة على الناس أظهروا هذه الخصال إذا حدثوا كذبوا وإذا وعدوا أخلفوا وإذا ائتمنوا خانوا ونقضوا عهد الله من بعد ميثاقه وقطعوا ما أمر الله به أن يُصل وافسدوا فى الأرض قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتمن خان )

وقال أبو جعفر أيضاً : ( هو ما عهد إليهم فى القرآن فاقروا به ثم كفروا فنقضوه ) تفسير بن كثير 1 / 66 ( ما أمر الله به أن يُصل ) قيل الأرحام وقيل أمر أن يوصل القول بالعمل فقطعوا بينهما بأن قالوا و لم يعملوا وقيل المراد أن يصدقوا بجميع أنبيائه فقطعوا بتصديق بعضهم وتكذيب بعضهم – الجامع لأحكام القرآن للقرطبى 1 / 292 

قال تعالى : ( واتقوا الله الذى تساءلون به والأرحام ) النساء آية 1 ” أى اتقوا الله أن تعصوه واتقوا الأرحام أن تقطعوها ” الجامع لأحكام القرآن 2 / 1668

وقال تعالى : ( فهل عسيتم إن توليتم أن تُفسدوا فى الأرض وتقطعوا أرحامكم ) محمد آية 22 – 23

صلة الرحم معناها مبرة الأهل والأقارب والإحسان إليهم فإن كل أمة تتكون من أُسر وقبائل وعشائر فإذا تآلفت الأسر وتماسكت العشائر والقبائل وعمهم الحب والإخاء سعدوا وانتظمت أمورهم وقويت شوكت الأمة وارتفعت رايتها تظلل أبنائها المتعاونين المتآخين المتراحمين المتعاطفين فإعلم أيها المسلم أن قريبك جزء منك منسوب إليك متصل بك رغبت أم لم ترغب له عليك حقوق واجبة الرعاية وعليك له واحبات يلزم آداؤها ولأجل أن يكون بناء المجتمع الإسلامى قوياً متماسكاً متسانداً أفراده أوصى القرآن الكريم بالأقارب قال تعالى : ( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً وبذى القربى واليتامى والمساكين ) فبدأت الآية بتوحيد الله ثم الإحسان إلى الوالدين والأقارب وبعد ذلك أمر الله بالإحسان إلى اليتيم – مرشد الدعاة إلى الله 233