الفتنة بالوالدين 1
قال الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لاتتخذوا آبائكم واخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان ) يقول الكلبى فى سبب نزول الآية لما أمر الله سبحانه رسوله بالهجرة إلى المدينة جعل الرجل يقول لأبيه وأخيه وامرأته إنا قد أُمرنا بالهجرة فمنم من يسارع إلى ذلك ويعجبه ومنهم من تتعلق به زوجته وعياله وولده فيقولون ننشدك الله إن تدعنا إلى غير شئ فتضيعنا فيرق فيجلس معهم ويدع الهجرة فنزلت الآية وحينما ننظر إلى أقوال المفسرين نجدهم يقولون أمر الله تعالى بمباينة الكفار وإن كانوا أباء أو أبناء ونهى عن موالاتهم إن استحبوا الكفر على الإيمان ونجد آية أخرى تأتى تنهانا عن الإفتتان بالوالدين قال تعالى : ( لاتجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الأخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا أبائهم أو أبناءهم 00) قال سعيد بن عبد العزيز نزلت الآية فى أبى عبيدة بن الجراح حين قتل أباه يوم بدر ولهذا قال عمر بن الخطاب لو كان أبو عبيدة حياً لاستخلفته ” ولو كانوا أباءهم ” يعنى أبى عبيدة بن الجراح ” او ابناءهم ” يعنى ابى بكر الصديق قتل لوده عبد الرحمن يوم بدر ” أو اخوانهم ” يعنى مصعب بن عُمير قتل أخاه عبيد ” أو عشيرتهم ” يعنى عمر بن الخطاب قتل له قريب يومئذ وفى حمزة بن عبد المطلب وعلى وعبيدة بن الحارث قتلوا شيبة وعتبة والوليد بن عتبة وحينما استشار رسول الله المسلمين فى أسرى بدر فأشار الصديق بالفداء وقال عمر أرى يا رسول الله أن تمكننى من فلان فأقتله وتمكن علياً من عقيل وتمكن فلان من فلان ليعلم الناس أنه ليس فى قلوبنا مودة للمشركين ( أولئك كتب فى قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ) أى من اتصف بأنه لا يواد من حاد الله ورسوله ولو كان أباه أو أخاه ممن كتب الله فى قلبه الإيمان والسعادة وقواهم بالإيمان ( ويدخلهم جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها رضى الله عنهم ورضوا عنه ) هؤلاء لما سخطوا على الأقارب والعشائر فى الله عوضهم الله بالرضا عنهم وأرضاهم بما أعطاهم من النعيم المقيم والفوز المبين ( اولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون ) أى هؤلاء القوم فلحوا وسعدوا ونُصِروا فى الدنيا والأخرة وفى غزوة بدر كان أبا أبى حذيفة بن عتبة دعا أباه عتبة للمبارزة فنهته أخته هند تقول عائشة رضى الله عنها (أمر رسول الله بقتلى بدر أن يُسحبوا إلى القليب فطُرِحوا فيه ثم وقف وقال يا أهل القليب هل وجدتم ما وعد ربكم حقاً ؟ فإنى وجدت ما وعد ربى حقاً فقالوا يا رسول الله تكلم قوماً موتى ؟ قال لقد علموا أن ما وعدهم ربهم حق فلما رأى أبو حذيفة أباه يُسحب إلى القليب عرف روس الله الكراهية فى وجهه قال : يا أبا حذيفة كأنك كاره لما رأيت ؟ فقال يا رسول الله إن أبى كان رجلاً سيداً فرجوت أن يهديه ربه إلى الإسلام فلما وقع الذى وقع أحزننى ذلك فدعا رسول الله لأبى حذيفة )