الخلاص من المحن بالتوبة والدعاء
إذا وقعت في محنة يصعب الخلاص منها ؛ فليس لك إلا الدعاء ، واللجأ إلى الله ، بعد أن تقدم التوبة من الذنوب ، فإن الزلل يوجب العقوبة ، فإذا زال الزلل بالتوبة من الذنوب ، ارتفع السبب ، فإذا تبت ودعوت ، ولم تر للإجابة أثرًا ، فتفقد أمرك ، فربما كانت التوبة ما صحت ، فصححها ، ثم ادع ، ولا تمل من الدعاء ، فربما كانت المصلحة في تأخير الإجابة ، وربما لم تكن المصلحة في الإجابة ، فأنت تثاب ، وتجاب إلى منافعك ، ومن منافعك ألا تعطى ما طلبت ، بل تعوض غيره ، فإذا جاء إبليس ، فقال: كم تدعوه ولا ترى إجابة ! فقل : أنا أتعبد بالدعاء ، وأنا موقن أن الجواب حاصل ، غير أنه ربما كان تأخيره لبعض المصالح على مناسب ، ولو لم يحصل ، حصل التعبد والذل .
صيد الخاطر لابن الجوزى