الإعتصام بالله 1
1- سبب نزول قول الله تعالى : ( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا )
2- تفسير الآية
3- مؤخاة النبي صلى الله عليه وسلم للأوس والخزرج والمهاجرين كانت سبباً فى وحدة الأمة
4- تفرق الأمة
يقول الله تعالى : ( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ) يقول بن عباس فى سبب نزولها كان الأوس والخزرج يتحدثون غضبوا حتى كاد أن تكون بينهم حرب فأخذوا السلاح ومشي بعضهم إلى بعض فنزلت الآية
وعن ابن عباس قال : كان بين الأوس والخزرج شرف الجاهلية فذكروا ما بينهم فثأر بعضهم إلى بعض بالسيوف فأتى رسول الله فذكر ذلك له فنزلت ( كيف تكفرون وانتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله ) يقول بن كثير ” واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ” قيل بحبل الله أى بعهده وحبل الله هو القرآن كما فى حديث الحارث الأعور عن على مرفوعاً فى صفة القرآن ” هو حبل الله المتين وصراطه المستقيم ” ” ولا تفرقوا “أمرهم بالجماعة ونهاهم عن الفرقة وقد وردت ىحاديث متعددة بالنهى عن التفرق والأمر بالجماعة كما فى صحيح مسلم عن أبى هريرة أن رسول الله قال : ( إن الله يرضى لكم ثلاث ويسخط لكم ثلاث يرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم ويسخط لكم ثلاث قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال وقد ضمنت لهم العصمة عند اتفاقهم من الخطأ )
( واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألف بين قلوبكم )يقول بن اسحاق نزلت فى الأوس والخزرج وذلك أن رجلاً من اليهود مر بملاء من الأوس والخزرج فساءه ما هم عليه من الإتفاق والألفة فبعث رجلاً وأمره أن يجلس بينهم ويذكر لهم ما كان من خروجهم يوم بُعاث وتلك الحروب ففعل ولم يزل ذلك دأبه حتى حميت نفوس القوم وغضب بعضهم على بعض وثاروا ونادوا بشعارهم وتواعدوا وطلبوا أسلحتهم وتواعدوا إلى الحرة فبلغ ذلك النبى صلى الله عليه وسلم فجعل يسكنهم ويقول أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم وتلا عليهم ( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ) فندموا على ما فعلوا واصطلحوا وتعانقوا وألقوا السلاح رضى الله عنهم
لما هاجر النبى صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة أخى بين الأوس والخزرج وأفضى ما كان بينهم من نزاع دام أعوام وأعوام منذ أن نشبت بينهم الحرب يوم بُعاث إلى أن جائهم النبى صلى الله عليه وسلم مهاجراً إلى المدينة ولم يكتفى بذلك بل آخى بين المهاجرين والأنصار بعد أن آخى بين الأوس والخزرج قال تعالى : ( والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ) قال بن القيم ثم آخى رسول الله بين المهاجرين والأنصار فى دار أنس بن مالك وكانوا تسعين رجلاً نصفهم من المهاجرين ونصفهم من الأنصار أخى على المساواة ويتوارثون بعد الموت دون ذوى الأرحام إلى حين واقعة بدر فلما أنزل الله ( وألوا الأرحام بعضهم أولى ببعض ) رد التوارث دون عقد الأخوة وقد قيل أنه اخى بين المهاجرين بعضهم مع بعض مؤاخاة ثانية والثابت الأول والمهاجرون كانوا مستعنين بأخوة الإسلام وأخوة الدار وقرابة النسب عن عقد المؤاخاة بخلاف المهاجرين مع الأنصار ومعنى هذا الإخاء كما قال الغزالى أن تذوب عصبية الجاهلية فلا حمية إلا الإسلام وأن تسقط فوارق النسب واللون والوطن فلا يتقدم أحد أو يتأخر إلا بتقواه وقد جعل رسول الله هذه الأخوة عقداً نافذاً لا لفظاً فارغاً ولا عملاً يرتبط بالدماء والأموال ولا تحبه تثرثر بها الألسنة ولا يقوم لها أثر كانت عواطف المواساة والمؤانسة تمتزج فى هذه الأخوة وتملأ المجتمع الجديد بأروع الأمثال فقد روى البخارى أنهم لما قدموا المدينة أخى رسول الله بين عبد الرحمن وسعد بن الربيع فقال لعبد الرحمن إنى أكثر الأنصار مالاً فقسم مالى نصفين ولى امراتان فانظر أعجبهما غليك فسمها لى أطلقها فإذا انقضت عدتها فتزوجها فقال له : بارك الله لك فى أهلك مالك وأين سوقكم ؟ فدلوه على سوق بنى قينقاع فما انقلب إلا ومعه فضل من أقط وسمن ثم تابع الغدو ثم جاء يوماً وبه أثر صفرة فقال النبى صلى الله عليه وسلم : مهيم ؟ قال : تزوجت ؛ قال كم سقت إليها ؟ قال : نواة من ذهب
يُتبع